الغربة وأطيافها!

أبت روحي إلا أن تميل لما يهبها الحرّية، لما يفسّر تعقيداتها الداخيلة بفن اللغة الفصحى عربيّة. هناك منذ الوجهة الأولى نحو حلمي بدأت بوهم الحقيقة! نعم، ظننت أن الأمر سهلٌ للغاية، بل كنت على شغف وعلى عجل؛ أريد الحرية بسرعة وبدون مبرر أو تحكم، أريد فعل ما يحلو لي، لكن الحقيقة مرة، فقد كانت صدمة عقلية، وكأني كقطار سريع قد ارتطم في جدار صلب ولّد شظايا ركامية، لتبدأ حكاية فهم الغربة وكيفية ارتباطها بالحرية!
حكاية الأطياف التي غيّرت مجرى الروح والحريّة لننشد أبيات الشعر على أطلال الذكرى المرثيّة.
طيف الأهل والصحبة 
جنودي الخفيّة ومناراتي المظلمة، من يصنعون من همومي سخافات وردية، تتقهقه ضحكاتنا عليها ليالٍ سرمدية. كيف لي أن أذكر مواقفهم ونعمة وجودهم؟ لأني ألفتهم قد سهيت عن أركانهم العظيمة العمودية؛ رأيت كيف أن غربتي أفقدتني كنوزاً جوهريّة، بت بعدها كثيرا حتى وجدت نبضا يشبههم كهدية ربانيّة. كانت الحياة سهلة حيوية، فأصبحت حملا ثقيلا كأنها مكوكة فضائية تسبح في فراغ تائهة بلا وجهة مدليّة.
مقالات مرتبطة
طيف الأماكن والأشياء الرّمزيّة
ورثائي الذي انهال عليّ طيلة اللحظات الزمهريّة، تلك التي قد نسجت في كل ذرة من شخصيتي صفة مرئية أو غير مرئية، تلك الأماكن التي لعبت فيها وخضت تحدياتي التي كنت ظننتها مستحيلة، تلك الجلسات والورقات، حتى تلك الحلقات قد خطّت نحتها فيّ لوحة فنيّة، لأرى نفسي فيها فقد شوهت أعلامها وبدأت لوحة أخرى غيرها مخفية ماهيتها كلغز ساحر بأحجياته الغيبية.
طيف الروح
بين روحي الماضية والحاضرة، تغيّرت الملامح من معروفة إلى نكرة، أنّا لها بأل التعريف لتصبح لؤلؤة ثرية؟! ما عدت أعرف ما هي، حتى تلتها روح قد نلتها، لملمت ظلالي المشتتة في رزمة سوّية لتعرّفني بذاتي الجديدة وتفاصيل هويتي الجديدة، تلك الروح هي التي سدّت منافذ ظلمتي ولا زالت لي مداويتي السماوية.
طيف الزّمان
بعد أعوامي المظنية، أربعة هي كأنها أربعون وكلها جعلت من شعري شيبة، قد بدّلت عبراً وتاريخاً قد ضمنت دروسا مثرية، بين عهود لم تكن منوية وأقدار قد كتبت بتكرار الحمد لفضله ولطفه عليّ. أكتب فني الجديد لأعبر عن أحاسيس الروح الذهبية، لأبين معنى الغربة كممثل هوليود في لوحة واقعية، ليست سهلة، فكل طيف فيّ قد حق عليّ، تغيّر جذره والصامد في الأطياف مبادئ قد رسّخت فضلها ربانيّة سماوية.
لا زلنا نسعى للوصول إلى الغاية الربانية، وسطية دينية ودنيوية برفقة تلك الروح التي أبانت لنا كم نحن تحفاً فنيّة، لا يرى خطّنا ولا لوننا إلا عالم الفن وملون الألوان الحيّة؛ صورتنا ساحرة لكنها مليئة بالعيوب، نقول للمارة دلّونا على عيب الصورة، وأصلحوا إن كنتم في العيب ذوي بصيرة، لسنا كاملين ولكننا للكمال نسعى بكل أفضلية.
1xbet casino siteleri bahis siteleri