القدس لنا وللقدس نحن!

يا سامعاً عنوان نصي، تعال لكي أحكي لك عن حبي وعشقي، تعال لأروي ظمأ قلبي وقلبك عن سر حبي لمدينتي تلك، هي القدس التي أرى قلبي لها يهوى ويتمنى، هي أعظم المنى وكل ما يراود روح هذا الفتى، منذ طفولتي أسمع وأرى وأقلب بين الحروف حتى أرى، كل ما له صلة ببيت المقدس ذي القبلة الأولى، ذي الإعجاز والإعراج الذي احتوى سير النبيّين الأولى، يا ترى أي مقام فيها لتجمع خيرة خلق الله على هذه الدنيا؟ وكيف لا أرى وأسمع شهادة المصطفى عليه الصلاة والسلام، عن طائفته التي أحبها وشهد لها بالإيمان، عن لواء الإسلام ورايته الأولى؟ أيلام قلبي حينما عشق وجهته الأولى؟

أفديك يا قدس بكل كياني وبكل ذرات روحي، كم حلمت بأطياف الفتح وتعلقت بذكرى ابن الخطاب يوم أن كان على الأرض يسعى وهو من أخذ مُلْكَ قيصر وكسرى، أقرأ عن ذمته وحفظه لأهل الكتاب دون أي أذى، ليبقى دستوراً لعدة قرون شتى تنير شمعة الإسلام وتنشر سماحته للحدود القصوى، تلك الشمعة أضاءت مشرق الشمس ومغربها، فهل يا ترى هذا كاف لردع تلك القلوب التي تثرثر لم لا يعيش المحتل وصاحب الأرض سواء؟ فهي أرض ومهد الديانات السماوية جمعاء، هكذا كان الادعاء!

مقالات مرتبطة

عبر تاريخنا، لم نقرأ عن هدوء أو سلام عم أرجاء المدينة سوى في عهد المحمديّين في كل فتراتهم سواء، لا فرق بين يهودي ولا مسيحي أو مسلم كلهم في الحقوق سواء، فمن يجرؤ على نكث عهد النبي المصطفى وذمة الفاروق؟ لقد تقلبت الدنيا انقلابا حتى صرنا في حالة يرثى لها، نحن اليوم في فتنة الصهاينة غرقى، أين صلاح الدين؟ لكن أصبح سطورا في التاريخ نتحسر دون أن نسعى، لقد حان الوقت منا أن نفيق من غفلتنا، فالقدس لنا وللقدس نحن؛ هي الهواء نتمنى شمه بعمق داخل صدورنا، هي الصلاة التي منها وفيها نصلي بروح أخرى، لا صلح مع من ينكث العهد والمواثيق، سنرى يوما قريباً أبيضاً، تبيض فيه الوجوه وترتقي فيه الأرواح لأعلى الجنان وترتسم على أبواب مدينتنا ضحكتها الأغلى، فحلمي وكل دعائي أن لا أموت إلا بين رحابه وفي مقامه وعيوني شهداء، سنرى غدا من يصدق العهد ومن يحاول بحثا لإخفاء وجهه خجلا!

لنبدأ بتربية أرواحنا لذلك النداء الذي يشبه نداء الأيوبيّ يوم حطين ليأتي الجند ملبين من كل مكان شتّى، القدس ملكي وملككم وملك كل مسلم، ففيها سالت أنهار الدماء وفي كل تراب منها أثر دم لبطل بروحه ضحّى، أنهار سالت مرات كثيرة دون ندم أو أسى، فما قيمة دمنا أو روحنا ومسرى الرسول يبكي ويشكو للحبيب المصطفى عن خذلاننا، بالله عليكم كيف نرى وجه الحبيب وفينا من مرضى القلوب ما نرى، كيف لنا شربةً من يديه الشريفتين ونحن قد فرطنا بإحدى مقلتيه؟

منذ فطرتنا نقول فداك روحنا وكل ما نملك يا رسول الله، فتلبية النداء تكون بنصرة الأقصى لأبعد مدى، كثيرون نحن لكننا ضعيفو الإيمان نحاول ونسعى، عسى أن نرتقي فننال شرف أن نكون من عهد النهضة التي ستأتي في الفصول الأخرى، هل يخيب من تأمل بالله خيرا؟ لا والله لن يخيب! فما بال القلوب التي تخلت أن تسيء هكذا؟ من قلوبنا سنسعى وبأضعف الإيمان سنحيا، سنروي ترابك يا قدس من دمانا وسنتنفس هواءك بكل نقاء دون تلويث برود المحتل وسوف نرى، متى سيكون كل هذا؟ إنه قريب جدا لدرجة تدهش العقول جمعاء، ففي رأس كل قرن ينبت الله بدراً ينير الدنيا بنور عدله على الأرض بكل وسعها، فاقترب الوعد الحق وبه يميز الله بين الخبيث والطيب، فاختر لنفسك بينهما طريقا، لتكون من الناجين والفائزين!

1xbet casino siteleri bahis siteleri