هل المعاناة أمر دائم؟

“إذا كانت المعاناة أمرا لا مهرب منه …” جملة تستحق التوقف عندها لوهلة من الزمن والإيقان التام بأن لا وجود لشخص لا يعاني، ما دمنا في الحياة فالمعاناة ترافقنا …خطان مستقيمان لا يستمر أحدهما دون الٱخر، معادلة بسيطة يجب تقبلها بل وتحويلها إلى أمر طبيعي وجب التعايش معه.

في كل مرحلة من مراحل الحياة، واجهنا صعوبات..نأخذ مرحلة الدراسة كمثال بسيط، في كل مستوى دراسي كنا نصفه بالأصعب وكلما تقدمنا نراه أسهل، وفي آخر مراحل حياتنا الدراسية كنا نرى شهادة الثانوية الخلاص الآخير من معاناة الدراسة وتعب السهر، لكي نتفاجأ بمرحلة ما بعد الباكالوريا التي نتركها بدون تعليق …فوجدنا أنفسنا نستنجد بحسرة بتلك الأيام”أيا ليت أيام المدرسة تعود”.

تحولت معاناة تلك الأيام إلى ذكريات جميلة حتى تعبها يبدو هينا الآن. إن أول مراحل تقبل المعاناة، هي عيش اليوم بيومه أو اللحظة بوقتها والإيقان التام بأن كل شيء سيمضي بحلوه ومره ولا بد للهم أن ينجلي.

تختلف المعاناة بيننا وتتعدد طرق التعبير عنها، فما تراه بسيطا يمكن أن يراه غيرك عظيما، وهذه الاختلافات هي ميزات مزروعة في شخصية كل واحد منا. فلا عيب أن تحزن لأمر يراه غيرك تافها والعكس بالعكس، انظر لإحساسك أنت فقط، عش حزنك كاملا وعش فرحك على أتم وجه، أخرج ما بداخلك ولا تكترث.

لا عيب أن تبكي من أمر مس قلبك وأحزنك..لماذا لا تراه من جانبه الإيجابي؟ مثلا، أيمكن أن تكون طيب القلب رقيق الإحساس أثر فيك ما لم يؤثر في غيرك؟

نأتي الآن إلى السؤال المهم “لأي غاية؟”…الحمد لله حمدا تاما على فطرة الإسلام وهدي القرآن وسنة نبينا العدنان عليه أفضل الصلاة والسلام، نحن كأمة عربية مسلمة كرمنا الله فالحمد لله، عزاؤنا الوحيد أنها دنيا فانية ستمضي بما قسمه الله فإن صبرت واحتسبت كنت من الفائزين المبشرين.

نحن كمسلمين لا وجود للمعاناة والشقاء في حياتنا حتى أننا استبدلنا المصطلح ب ” الابتلاء” فسبحان الذي يكرم عبده بابتلاء ليغفر له ذنبه ويجزيه عن صبره ويقربه منه فيربط على قلبه فسبحانك ما أعظمك…فالحمد لله على كل حال. أسعدكم الله أينما حللتم في الدرب.

1xbet casino siteleri bahis siteleri