تأتينا فترات نتمنى لو فقط نختفي من هذا العالم؛ أن نيأس من كل شيء ومن اللاشيء. نسعى جاهدين لتناسي تلك المشاعر، مشاعر تفتك بنفسيتنا وتحطمنا، تخلق جروحا جديدة غير تلك التي رسمت من قبل؛ عندما نزعت الأقنعة واتضح من الصديق ومن المنافق العنيد، أكان الأمر ليكون أفضل لو تجاهلنا فقط وتوقفنا عن استحضار الذكريات المركونة جانبا على حافة النسيان؟
حين ندرك أنه لا مكان لنا بينهم، لم يكن يوما لا في الحاضر ولن يكون في المستقبل، تفتح لنا الوحدة ذراعيها الواسعتين برحابة صدر وكأنها حبل نجاة، أهي كذلك أم نوع آخر من التعب المهلك لبصيلات العقل؟!
لطالما كان الإنسان على مر العصور يعيش ضمن مجموعات، لكن هذا لا يعني أنه لا يشعر بتاتا بذاك الإحساس، “لا أنتمي لهذا المكان، يجب أن أغادر!” مؤلم أليس كذلك؟ أن يتم تجاهلك وبجدارة كأنك غير مرئي، عندها يكون الأمر حتما لا يحتمل والذي يؤدي لتشكل الضغط النفسي، فالشعور بعدم وجود شخص يشاركك نفس الاهتمام ويتفهم هفواتك وزلاتك تنتج عنه فجوة يصعب كثيرا إغلاقها.
قد تعد الوحدة المزمنة خطرا على صحة الإنسان لأنها تؤدي في أحيان عدة تؤدي إلى أمراض نفسية كالاكتئاب والتوتر بالإضافة للضيق والقلق الدائمين. وفي أحيان أخرى لأمراض جسدية ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29%، وزيادة الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 32% إلى جانب أمراض أخرى.
تبدو الوحدة في الظاهر شعورا من المشاعر المتكررة التي يتعرض لها أي أحد، إلا أن تراكم وتفاقم الأمر قد يؤدي بالذات إلى الهاوية، يستهلك كل طاقة الفرد ويجعله يحس أن الوضع سيستمر للأبد. لكنه حتما يمكن أن ينتهي إذا ما حاول الشخص التخلص منه بحق، فكثير منا يعاني أحيانا من لحظات ضعف نشعر فيها بالوحدة، كأن العالم من حولنا لا يوجد به سوانا أو ربما لا ملجأ لنا فيه، مع ذلك لا يجب أن نستسلم، فإن فعلنا، وسرنا في تلك المتاهة فحتما لن نجد أي مخرج منها مدى الدهر.
إذا، لا بد من طرق للتخلص من ذاك الشعور الموحش؛ فمثلا تغيير طريقة التفكير، رغم أنه أمر صعب، غير أن التوقف عن التركيز على الأمور السلبية قد تغير نظرة الشخص للحياة، ملء وقت الفراغ بتعلم هوايات جديدة أو تعلم رياضات متنوعة. قد يستعمل المتخصص للعلاج الجماعي، إذ يتم تبادل الخبرات والتجارب وبالتالي التنقيب عن موضوعات ذات أهمية مشتركة. rachat véhicule accidenté rachatvotrevoiture.com
إن الوحدة استجابة أليمة للعزلة؛ عاطفة من العواطف المعقدة، ليست شعورا فاترا يمكننا الاستهانة به وتجاهله، أمر مرهق للعقل والجسد معا، الوحش والكابوس الذي يرافق تلك الليالي الطويلة.