قد تزل الأقدام بعد ثبوتها

من خلال التأمل في فترات مختلفة من حياتنا، نجد أن ثمةَ أشخاصا كان لهم كبير الأثر في جوانب متعددة من شخصياتنا، وإن كان هذا التأثير يختلف من شخص إلى آخر درجةً وأهميةً وموضوعا. فبعض هذا التأثير يكون مرحليا، ينمحي بعد حين، وبعضه يلازمنا طوال الحياة، ويُغير من تصوراتنا، بل ومن رؤيتنا للوجود بعامة. وما من شك في أن التأثير الذي يمسُّ الجانب الروحي من شخصياتنا هو أكثر أهمية من جميع ما عداه من الجوانب المختلفة. فكيف لا؟ والجانب الروحي أمر أصيل في شخصية الإنسان، ويحتاج إلى تعهده باستمرار. والإنسان في سنوات شبابه الأولى التي لم يُحصّل فيها بعدُ وعياً كافيا، وزاداً معرفيا يؤهله لأن يتعامل مع مصادر الدين من دون واسطة، لا يبقى أمامه إلا أن يتلقى معرفته الدينية من الوسائط، والتي تتمثل في الدعاة أو المشايخ.

والخطاب الديني الإسلامي واجه تحديات منذ ظهور وسائل الإعلام الجديدة، حيث لم يستطع أن يجدد من أساليبه، وأن يواكب متطلبات هذا العصر، الذي خلَق عقلياتٍ ونفسيات وانتظارات جديدة لدى الإنسان المسلم المعاصر. واعتبارا لمحيطي الاجتماعي، وجدتُ في فترات مبكرة من حياتي أن أقرب خطابٍ يستجيب لتطلعاتي كان خطاب الدكتور طارق رمضان، الذي وجدتُفيه ملجأ لي وملاذا أحتمي به. ألفيتُه رجلا يتميز بميزتين، فهو، من جهة، يستقي معرفته من مصادر إسلامية أصيلة، وهو، من جهة ثانية، يتعامل معها بعقلانية رشيدة، ويقدمها في أسلوب جذاب، تحترم ذكاء المتلقي وانتظاراته.كنتُ متتبعا وفيا للقاءاته ومحاضراته، وقارئا أيضا لكتبه. وقد كان له فضل علي في تحسين أسلوب كتابتي باللغة الفرنسية وقت كنتُ أدون بالفرنسية في مرحلة سابقة من بداية هذه الألفية.

ولطالما شعرتُ أنه شخص قريب إليّ، وكان، ولم يزل، يحظى بمكانة متميزة عندي. كنتُ مقتنعا بالمشروع الذي يحمله، ولم أكن متعلقا به كشخص. لم أكن ألحظُه إلا كحامل مشروع فكري واضح المعالم، وكانت أفكاره وذكاؤه في الحوار هي ما يُهمني في المقام الأول. ولأجل ذلك، لم أُعِر اهتماما لما وقع منه في مرحلةٍ لاحقة، بل، بالعكس من ذلك، شعرتُ تجاهه بشيء من الشفقة، إذا صح هذا التعبير.

لا أزال أتذكر لقاءاته على القنوات الفرنسية حين يُحاط بالكثير من المخالفين والمعادين والمشاغبين، ولكنه بفضل نباهته وتكوينه المتين، وبفضل قدراته الخطابية الهائلة ينجح غالبا في الإقناع، وإيصال أفكاره إلى المخالفين بشكل يَجعلهم في مواقف يضطرون معها إلى الإقرار بصواب رأيه في كثير من الأحيان. كانت تلك المشاهد ملهمة لي.كما أن شجاعته في الدفاع عن أفكاره كانت تستحق الانتباه والتأمل، وهو الذي يعيش في فرنسا، البلد الذي يعتنق العلمانية في أكثر نسخها تطرفا، أعني العلمانية الصلبة، التي لا تتسامح مع وجود أي مظهر من مظاهر التدين في المجال العام. كنت ألحظُ كيف أن خطابه يكون صادما لمحاوريه؛ لا لشيء إلا لأنه مختلف عما يُضمرونه عن الإسلام؛ فالإسلام عندهم لا يعدو أن يكون دينا جامدا، يضيق بالتفكير الحر، وهم يختزلونه في مجموعة من المعتقدات الخرافية، والسلوكات الصوفية الموغلة في الانفصال عن سيرورة الحياة الحقيقية، والتي هي بطبيعتها مادية صرفة، كما يزعمون.كان خطاب ط. رمضان بخلاف ذلك، خطابا عقلانيا رزينا، وذلك بقدر ما يُثير الاستغراب، يثير الشكوك لدى هؤلاء.

كانت تلك المناظرات بمثابة معارك، يحقق فيها رمضان انتصارا تلو انتصار، وسلاحه فيها: عقل راجح، وحجة قوية، ودليل واضح، وبرهان قاطع، ولسان مبين. ورسالته ملخصة في أن الإسلام دين للعالمين، يصلح لكل زمان ومكان، وهو ألصق الأديان بالطبيعة الإنسانية التي تجمع بين بعدين: المادي والروحي. وهو صالح لكل الناس في مجتمعاتهم المختلفة، سواء كانوا في مكة، البلد الحرام، وآسيا، أو في أفريقيا، أو في أوروبا أو أمريكا، أو أي بقعة أخرى من بقاع العالم. فحيث يوجد الإنسان، توجد مقومات وجود هذا الدين الذي هو رؤية للعالم، ومنهج للحياة كلها. وقد كانت هذه الأفكار تثير غيظ هؤلاء، فكانوا يشنون عليه المعارك تلو المعارك، محاولين النيل منه، ووضع حد لتلك الأفكار. من أجل ذلك تم منعه من الدخول إلى بلدان كثيرة، كما مُنعت محاضراته، بعد أن كانت مقررة، في أكثر من مرة، وفي أكثر من بلد.

هكذا كنتُ أنظُر إلى طارق رمضان، وهكذا كنتُ أراه: رجلا يحمل فكرةً ومشروعا، مجاهدا بفكره، سفيراً للمسلمين في أوروبا. ولكن سنن الله في الإنسان أنه كائن ضعيف، والخطأ لازم له، فحدث أن تحكم الجانب المادي الغريزي من الشخص في تصرفاته فحصل منه ما حصل -وقد أفرج عنه خلال الأسبوع الجاري-. لكن ذلك الخطأ لم يزلزلني كما زلزل بعضا من محبي هذا الشخص ممن أعرفهم، كان خطؤه مرتبطا بالشهوة والغريزة، وكل شخص معرَّضٌ له. ولعل الذي جعل هؤلاء يُصدمون أنهم يَنسون طبيعة الإنسان، أو قد يكون السبب أن “حسنات الأبرار سيئات المقربين”. فما قد يكون هينا في حق شخص لا يكون كذلك في حق شخص آخر، لاختلاف المراتب.

وعلى كلٍّ، فإن زلته لم تكن مرتبطة بمعتقده، أو رجوعا عن مشروعه، ولذلك لم أرها تقدح في ما قدّم بشيء. ولم يزل الناس تخالف سلوكاتُهم معتقداتهم، فما هو ببدع من البشر في هذا الباب. يقول علي عزت بيجوفيتش في كتابه الإسلام بين الشرق والغرب: “ليست هناك علاقة أوتوماتيكية بين عقيدتنا وسلوكنا. فسلوكنا ليس بالضرورة من اختيارنا الواعي ولا هو قاصر عليه. إنه على الأرجح نتيجة التنشئة والمواقف التي تشكلت في مرحلة الطفولة، أكثر منه نتيجة للمعتقدات الفلسفية والسياسية الواعية، التي تأتي في مرحلة متأخرة من مراحل الحياة.” فليس هناك تلازم ضروري بين العقيدة والسلوك، وإن كان الأَوْلى أن تظهر تجليات عقيدتنا في سلوكنا. لكن هذا لا يحصل إلا بالمجاهدة الدائمة، ولزوم المراقبة الذاتية. ولكن الجواد يكبو، والعالم يهفو، والإنسان يزل. والمعصوم مَن عصمه الله.

وأعيذك بالله، عزيزي القارئ، أن تظن بي أنني أحاول أن أبرر لرمضان فعلته، أو أنني أضفي عليها المشروعية، أو أهوّن منها. بل غاية قصدي أن أبيّن لماذا لم أعتبرها شيئا مهُولاً يُشوش على جميل أثره عليّ على مستوى تفكيري في وقت لم أجد أحداً غيره يُفيدني في هذا الجانب. كما أنني أكبرتُ منه اعترافه بخطئه واعتذاره من الذين صدمهم فعلهُ. ولذلك كنت أرى أن خطأه أهون من خطأ من يغير عقيدته وتوجهه بشكل جذري، كما قد وقع ممن يمكن تسميتهم بعلماء الفضائيات، والذين تحول الكثير منهم إلى أبواق للسلطان، يسبحون بحمده، ويصفقون لظلمه، ويبررون له استبداده وجوره، ويُصدرون الفتاوى تحت الطلب، ويجيزون إراقة دماء الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين.

نعم، من المؤكد أن طارق رمضان قبل الحادث هو غيره بعد الحادث، فنظرة الناس إليه ستختلف، وطريقة تعاملهم معه ستختلف. لكن فكره لا يزال قائما، وكتبه لا زالت متداولة، وتحقق نسبة مبيعات كبيرة في بلدان مختلفة. كما أنه لا يمكن أن نُنكر أن أفكاره غيرت الكثير من الناس، وغيرت من نظرتهم إلى الإسلام وتصوراتهم له. والمنتقدون له، بسوء أدب، أشخاص لم يدركوا أهمية العمل الذي كان يقوم به، ولم يعرفوا حقيقة الجهد الذي كان يبذله دفاعا عن الإسلام من أن تشوه صورته، وهو الأمر الذي لا تتوقف وسائل الإعلام الفرنسية عن القيام به. ومن لم يخض المعركة، سيظن أن الانتصار كان سهلا.

ومما أحفظه له، أنه في سنة 2012، بعد انتهائه من محاضرة ألقاها هنا في المغرب، سألته بعض الأسئلة، فكان منصتا جيدا، متفهما، صبورا في الإجابة، ثم أضاف في نهاية كلامه: “يا أيمن، لا تنسَ أن الطبيب الذي يُعطي أجمل من الذي يربح.” كان خطاباً تربويا في المقام الأول، يخاطب القلب والوجدان. ولم يكن يُركز فقط على تحليل المعلومات والمعارف، وفرقٌ كبير بين معلومة نظرية، وبين معلومة في قالبٍ تربوي سلوكي، تُحدث أثراً في المتلقي.

كانت هذه، إذن، قصتي مع طارق رمضان، وكانت هذه علاقتي بفكره، وما أحدثه في شخصيتي من أثر، وما ألهمني إياه من أفكار، وما فتحه أمامي من آفاق في مرحلة لاحقة من حياتي. وإنما دونتُ عنه ما دونت في هذا المقام، لما استشعرتُه في نفسي من واجبه عليّ، واجب الشكر والامتنان، خاصة وأنني أردتُ لهذا الكتاب أن يكون بمثابة سيرة فكرية، وتوثيق لمراحل من حياتي، ومن اهتماماتي المتغيرة في كل مرحلة. ولا يمكن أن يتم دون أن يكون متضمنا للحديث الشخص الذي كان أثره عليّ ما بينتُه.

وبجانب طارق رمضان، هناك شخص آخر، طبع حياة الكثير من الشباب في مرحلة معينة، وهو الداعية المصري عمرو خالد. هذا الرجل الذي كانت له صولات وجولات على قناة الفضائية “اقرأ”، عبر مجموعة من البرامج والأمسيات الدينية، والتي كانت رائعة في حينها من دون شك. في وقت، كان يسود فيه خطاب ديني معين، متميز بنوعِ شدةٍ، ملتزم بأساليب في الخطاب قديمة، مقتصر على موضوعات محددة، بحيث كان معظم الشباب في الثلاثينيات يتلقون أمور دينهم من أشرطة كانت تباع بباب المساجد؛ أو من الخطب الجمعية التي لم تتطور قط ولا تزال إلى يومنا هذا تُلقى بنفس الطريقة، وتتناول نفس المواضيع بنفس المنهج والتحليل؛ أو من دروس التربية الإسلامية على قلتها في المدارس. كانت الموضوعات الدينية لا تخرج عن المعلوم من الدين بالضرورة التي يعرفها العام والخاص، وكان التصور السائد للدين بوجه عام أنه لا يخرج عن تلك الموضوعات والمجالات: الصلاة والزكاة الحج واللحية والنقاب والسواك …

كان فرسان الدعوة حينها محددين على رؤوس الأصابع، يتقدمهم الشيخ عبد الحميد كشك، والذي كانت أشرطته تحقق نسبة مبيعة كبيرة، ثم الثلاثي المصري محمد حسان وحسين يعقوب وأبو إسحاق الحويني. ثم بعد انتشار الفضائيات دخل آخرون على الخط وخاصة من السعودية، كالعوضي والعريفي والقرني وآخرين. كلُّ هؤلاء كانوا ينتمون إلى المدرسة السلفية. والسلفية هنا بمعناها الضيق، أو ما يسميه الشيخ مصطفى بنحمزة في كتابه الأخير بسلفية الفئة، والتي تختزل الإسلام في أمور بعينها كلها ذات طابع شكلي حرفي. بحيث غدا الإسلام كله مختزلا في مجموعة معينة من الأوامر والنواهي، وعلى المسلم الخضوع والاستسلام، دون التساؤل والاستشكال. وهو منهج يجعل العقل المسلم مقيدا، قاصرا عن إدراك المقاصد، ضيقَ الفهم. ولا تهم المقاصد بقدر ما تهم الطقوس، فللطقوس أهمية أكبر من المقصد منها. ولذلك يتم التركيز بشكل ممل على التفاصيل المتعلقة باللباس وطريقة الوقوف في الصلاة، وعدد النوافل، وعدد التسلميات، والدعاء بعد الصلاة وأشياء أخرى من هذا القبيل. وكانت تلك التفاصيل تحظى بأهمية بالغة، وهي ليست الأولويات في الإسلام، وليست هي المشاكل الوجودية التي تواجه المسلمين اليوم. المسلمون اليوم يعيشون قلقاً حضاريا، وفي أحيان أخرى يواجهون مخاطر وجودية، بحيث صار المسلمون مهددين في وجودهم من حيث هم مسلمون. لم تعد لهم شخصية تُذكَر، صار خبزهم ورغيفهم من إنتاج غيرهم، بله ما هو أكبر من ذلك من المنتجات التكنولوجيا والمعلوماتية والصناعية وغيرها. وهذه الأمور هي ما يجب أن توجه إليها العناية: كيف يمكن أن يكون الإسلام أداة حاسمة لتجاوز هذه التحديات والمشاكل التي تواجه المسلمين. -ومن الصدف أنني، وأنا أنقّح هذا المقال، قرأت خبراً عن صدور كتاب جديد لطه عبد الرحمن بعنوان: “المعاني الإيمانية: كيف تكون أدوات تحليلية؟ صادر عن كلية أصول الدين بتطوان (2020)، أرجو أن يكون إضافة نوعية في هذا الباب-.

في هذا المناخ، وفي هذه البيئة، ظهر عمرو خالد بخطاب جديد، متمرد على الصورة النمطية للدعاة، خارج عن السائد والشائع لدى الناس. رجل بسيط حليق اللحية، يعتني بمظهره جيدا، ويلبس مما يلبس الناس، لا يضع عمامة ولا جلبابا ولا سلهاما، وإنما قميصا عصريا مع الأزرار أو قميصا قصير الأكمام، ويظهر على الشاشة بابتسامة عريضة، متحدثا عن قضايا دينية مختلفة، لكن بلغة عامية في أغلب الأحيان، وبأسلوب يلامس القلب، ويحرك الوجدان. بدأ ببرنامج حكائي يتناول قصص الصحابة والصحابيات والأنبياء وأزواج النبي، رضي الله عنهم أجمعين. ثم أتبع ذلك بمشروع برنامج “صناع الحياة”، وكان هدفه كسر قيود السلبية والكسل، ونشر ثقافة المبادرة والعمل، وإخراج المفاهيم النظرية إلى مشاريع عملية على أرض الواقع. وقد كان هذا أمرا مستجدا على الخطاب الديني حينها، فلم يكن الدعاة يهتمون قبل هذا الوقت بنشر ثقافة المبادرة والعمل؛ ولم يكن الهم إعادة إنتاج الدين في الحياة الاقتصادية ليكون فاعلا في الاقتصاد والتقدم بالمجتمع، ليس أخلاقيا ودينيا فقط، وإنما أيضا ماديا وحضاريا.

أحب الناس ذلك الخطاب، وتغير منهم من تغير بسببه، وتبدلت الأحوال والظروف، لكنّ عَمراً قد ابتُلِي فلم ينجح في الابتلاء؛ فالرجل الذي كانت أدواره لقيت الكثير من الشكر، لم يجتز الامتحان بنجاح بعد أن رحل زمن الرخاء وحلّت الشدة. وتبين أن الرجل كان بيّاع كلام، يمتهن إرسال الخطابات الرنانة التي تسلب الألباب وتأسر القلوب. تغير الشباب وكبروا ونضجوا، ولم يتغير عمرو خالد، تجاوزه الناس ولم يشعر. ظهرت وسائل إعلام جديدة، فانفتح الناس على العالم، وتعلموا وتعرّفوا إلى العالم، فلم يعودوا يتأثرون بتلك الأساليب. ومرت الأيام، وقامت الثورة في مصر، وهي التي كانت محكا حقيقيا، ومسبارا لاختبار القلوب، فاصطف عمرو إلى جانب الظالمين، مؤثرا السلامة بجلده، وخائنا للمبادئ التي كان يدعو إليها. انخرط في زمرة المطبلين والمبررين لظلم الظالمين، وفضّل النجاة باسمه بوصفه “ماركة” تسويقية، لكنه نسي أن المنتوج الإعلامي الذي يقدمه هو منتوج مستهلك، ولم يعد له أي فائدة وجدوى. كما أن الناس صاروا أكثر ذكاء ووعيا، بحيث صار من الصعوبة بمكان أن يُغرر بهم أو يُتحيل عليهم بزخرف من القول بيّنِ الكذب والاصطناع.

وعلى سبيل الختم، أحب أن أبين أن ما قصدتُ إليه من هذا المقال هو الإشارة إلى الأثر الذي خلفه هذين الرجلين في شخصيتي، وهو أثر ثابت بغض النظر عن المآلات التي آل إليها كل واحد منهما. وهما كما يُنتقدان ويُذمان فيما شأنُه أن يُنتقد ويُذم، فإنما يستحقان الشكر والمدح فيما أحسنا فيه، ويستلزم الشكر والمدح. والعاقل مَن يمدح الصواب، صادرا من أي كان، وينتقد الخطأ، صادرا من أي كان. ولا يَمنعه صوابُه السابق من انتقاد خطئه اللاحق، ولا خطؤه اللاحق من الثناء على صوابه السابق. والحق أحقُّ أن يُــتَّبَع.

1xbet casino siteleri bahis siteleri