إلى أين قد تقودنا الحياة؟

قد تصدمنا الحياة بين فينة وأخرى بالعديد من المفاجآت، لكن ما يجب علينا حقا فعله هو أن نتكيف معها، ونتعلم جيدا كيف نتعامل مع هذه التقلبات وهذه المزاجيات التي تصاحبنا دوما.

إذا تأملنا جيدا في طيات ما نعيشه، فسنجد ما هو ألم عادي لا يمكننا التحكم فيه ويخرج عن محض إرادتنا، إذ لا يكون بوسعنا فعل أي شيء غير الصمود، مثل ألم الولادة، أو ألم المرض، أو حتى موت الأحبة. أما الشق الثاني من الموضوع، نوع الآخر من الألم، وأقل ما يمكننا قوله عنه، أنه قادر على أن يجرف بنا إلى طريق من طريقين مختلفين تماما، لكن لنا حق الاختيار حسب نظرتنا للحياة.

قد ننقسم نحن البشر إلى قسمين، الأول لا يعرف المستحيل ويعمل جاهدا أمام تحديات الحياة، يتعلم من تجارب الماضي ويطور مهارته إلى أن يصل إلى مراده، ويصبح ما حلم به يوما، وخير مثال اللاعب كريستيانو رونالدو وجاك ما مؤسس «علي بابا»، وكثير من الأسماء المعروفة التي لم تقف في أول عائق، بل أكملت السير وتجاهلت، واجتهدت وضحت، والأهم أنها تعلمت كيف تتكيف مع الألم، وجعلته مصدر تحفيزها لبلوغ أهدافها.

أما القسم الثاني من البشر، فهُم أناس تلقي اللوم دوما على الآخرين، وتشتكي من غلاء الأسعار، ومن السياسيين في البلاد، وتكثر من قول “لو” كما أنها ترجع سبب فشلها إلى الظروف الاجتماعية المزرية متجاهلة الخطأ الذي ترتكبه، ولا يمكن إخفاء أن العديد منا عندما يرى ما يجول في مواقع التواصل الاجتماعي يتمنى لو كان مكان هؤلاء الذين يدعون أنفسهم بالمؤثرين، أما هم في حقيقة الأمر أقل ما يمكن وسمهم به هو “الدمى المتحركة” وما يحركهم جشعهم في الحصول على الأفضل وإظهار أنهم على ما يرام، لكن ما خفي كان أعظم، كونهم يعيشون التعاسة المطلقة خلف شاشة الهاتف.

مقالات مرتبطة

إن الأمر بسيط جدا، ولا يتطلب منا كل هذا التعقيد، يجب فقط أن لا نقع في فخ التأمل الخاطئ لذواتنا، وأن نعي أننا المسببين الرئيسين لآلامنا، سواء كانت آلاما عاطفية فذلك لغبائنا في اختيار الشريك، أو مهنية وهذا راجع طبعا لغياب استراتيجيات العمل والتفكير الدقيق قبل التنفيذ.

علاوة على ذلك، فإن المرء لا يعلم ما يخفيه له الزمان، لذلك عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك، ولا تستصعب الأمر وافرح بقدر ما يمنحه لك القدر، فليس كلما أردنا البهجة دخلت قلوبنا بلا استئذان، ولا تدع الحزن وهفوات الحياة تجرف بك إلى السوداوية، فالحياة قصيرة جدا أكثر مما تتخيل، ولا تندم أبدا على شيء علق في الماضي فالندم الحقيقي إن جعلت القادم يشبه السابق، وكن متيقنا أن ما يجلك قويا في هذه الحياة ليس إلا تجارب أفنتك وأحيت نفسك من حطامك. ف: “الجميع يريد الذهاب إلى الجنة لكن لا أحد يريد أن يموت.” حسب جو لويس.

الحياة متاهة، لكن يجب علينا أن نجد الطريق الصحيح لتحقيق أهدافنا، أن نتحرر من قيود الكسل والحزن، أن نشق مسارنا ولا نجعل أول تحد يرجعنا إلى الخمول. فكل ما علينا فعله هو التضحية والمجازفة للحصول على ما نريد؛ لأن الأعذار لن تقربك إطلاقا من هدفك. أما الجلوس والشتم بدل العمل لم ولن يكون أبدا هو الحل.

وفي الأخير، لا يحق لنا الحديث عن معنى لهذه الحياة دون التحدث عن الألم، فهما وجهان لعملة واحدة، لا حياة بدون ألم ولا نجاح بدون فشل، إن تعثراتنا في كل ما نعيشه بمثابة محطة بنزين نزود فيها بالطاقة لإكمال السير. لهذا، فإن قسوة الحياة قد تؤدي بنا إما إلى الركود والإحباط أو إلى التغيير، فأحسنوا اختيار الطريق.

1xbet casino siteleri bahis siteleri