سجن الأنانية!

من كثرة مغالطتنا لمفهوم الذات، أحببنا أنفسنا فوق المعقول، ولم نتنازل قط عن مفعول وفعل وأفعال، إذ كل ما يهمنا الآن هو نفسنا أولا، أنانيتنا في تحديد مصير، بعيدا عن مسؤوليات كانت تتطلب منا الصبر المديد، وفي أول منطلق انطلقنا غير عابئين بهم. كانوا يتحرقون شوقا لكلمة طيبة، وفعلنا بهم ما نريد!

الإنسان الذي كان إنسانا قتل إنسانيته في جنازة داخلية وشيع جثمانه أمس بابتسامة مرئية للرائي الذي روي عنه الزمان! من البداهة أن نحب أنفسنا ونفضل أولوياتنا، لكن، من البديهي أيضا أن نتعامل بأخلاقنا بطبيعة ترضي الله لا العبد، ترضيك أنت، لا أن ترضي شخصك السوداوي في نفسك!

بيتك الدافئ أصبح باردا، لأن الأمر ببساطة متعلق بتغير المقيم لا الإقامة، استقبلت من مائدة الحياة أفكارا مختلفة عن طقس الصباح، وكانصراعك مع ذاتك أشد بؤسا من صراع الناس، لكن حين اقتحمت الابتسامة نافذة أحلامك سقطت، وحين توالت مشاهد انكسارك اكتأبت! لتتغير آنذاك لإنسان أشد ثباتًا وأشد حبا لذاتك دون ذوات الآخرين!

هي نتيجة حتمية لصراع طال دون العبور لقارة الثبات، لكن، حين تعزف ساعة الرحيل، تنطلق غير مهتم بما سايرته لأن الساعة انتظرت منك محاولة جديدة للعيش بقوانين أشد صلابة تحميك من طغيان بعض الأشخاص، دون الطغيان على الجميع!

الحياة لا تخبرك بما يجب أن تفعل في كل محطة، ونفسك لا تقتضي منك حجبها، أنت مطالب بسجن أنانيتك بعيدا، عما عايشته، لأن أفئدة البشر منكسرة بأفعال كثيرة فلا ترخي حبل الكلام، ولا تشده بقوة، لا تذق البشر من كأس الألم، فالجميع ضحايا لعدم اعتدالهم في اختيار القرار!

1xbet casino siteleri bahis siteleri