لا تكن إلا أنت!

فاتك القطار…تلميحات ثم كلمات ثم عبارات يتفنن أصحاب العقول النيرة و النظرة الثاقبة في صياغتها لضمان تأثيرها وغرز سهامها. الأمر الذي تنجح فيه لا سيما إن كانوا من المقربين.

هذه “الظاهرة” ان دلت على شيء فهي تدل على تفتح عقلياتنا، نضوجنا الفكري، احترامنا للغير ووعينا بماهية الحياة. إن دلت على شيء آخر فلن تدل إلا على واقعنا الملموس المليء بالبصمات الايجابية و الخالية من الانتقادات.



على ذكر كلمة “ماهية”؛ ما هي الحياة بالنسبة لنا؟ وهل ترتبط بالاخرين بالضرورة ام الآخرون من يرتبطون بنا،
هل نستفيد عندما نتكلم فقط لنتحدث؟ هل نستفيد عندما نطفئ شمعة أمل أو وهج طموح طفل يحلم وراشد لازال يتمسك بالورد المنتظر من القدر؟ أخبروني هل نستفيد ونحن نقلل من شأن شخص يحاول أن يعوض ما لم يستطع القيام به؟ للاسف، لا جميل يذكر ولا علم يستنفع به.

مقالات مرتبطة


فاتك القطار ايها العجوز،لا يحق لك أن تدرس،لا يحق لك أن تتمتع بالتكنولوجيا؛ لا يحق لك أن تفعل ما يستهويك باختصار. مع العلم اننا نمدح الأجانب عندما يعيشون الرومانسية لآخر نفس، نعجب بهم عندما يهتمون بمظهرهم الخارجي دون اعتبار الارقام عائق لذلك. من ننعته بالمسن ممزوجة بلكنة سلبية، هو نتاج سنين وبلورة تجارب. كل سنة هي طريق شيق تسقي روحك بمتعة استكشاف ما كنت تحمله ايامها، مانحة لك فرصة التعلم والتغلب على مصاعبها.
فاتك القطار على النجاح، فاتك القطار على العمل، فاتك القطار على الزواج، فاتك على الانجاب.. وهكذا دواليك. ما من قاعدة رياضية تعرف النجاح، ما من عالم حدد وقتا خاصا لهذا القطار الخارق: كل شيء نسبي أيها الانسان.
لمن يجتازون امتحانات الباكالوريا، من توفق فقد تقدم خطوة ومن تعرقل فأمامه خطوات.  فهو لم يخفق في حياته بعد، بل لازال كطفل يخطو ويسقط أول مرة، يعيد الكرة و ينجح.




ربما تكون له فرصة لتغيير وجهته وتفتح آفاق أخرى تتناسب مع شخصيته و قدراته: من الخطأ نتعلم، فلا يوجد فشل، بل يوجد نتائج غير مرضية يمكن أن تتغير بتغير الرؤية، الاستراتيجية، أو الوسائل.. لذلك احتفلوا بتجاربكم كيف ما كانت.
ليس المهم الوصول السريع بل الأهم هو الوصول الصحيح. ذلك الوصول الذي يحقق لك ذاتك، ذلك الذي يجعلك تدرس وتمارس المهنة الحلم، ولم لا؟ مشوار الالف ميل يبدا بالعزيمة والارادة وتحديد الهدف.
بعد اغلاق المدارس، أجراس من نوع آخر تدق. أجراس ممزوجة باهازيج و موسيقى تعلن بداية موسم الأعراس والزواج. نجاح و سعادة وبياض تكسو الأرواح لدرجة تجعل منها انجازا محروم منه لم يتزوج.

السعادة، مفهوم ككل المفاهيم، يرتبط بطبيعة الانا لا “الانت”. هناك من يسعد استجابة لدقات قلب وللقاءه بنصفه الثاني و يحتفل باكتماله، هناك من قرر ركوب القطار خوفا من البقاء وحيدا عاريا مقدما مادة دسمة لالسنة الناس، هناك من ينتظره باعتباره نصف الدين وضرورة، كما هناك من لا ينتظره فلا يعتبر نفسه نصفا من الأساس. الحكمة هي أن لا تحكم على الآخر من خلال ما تراه من وجهة نظرك.


العقل ثم الكلام، نعم من نعم الله العديدة التي من علينا بها المولى، و ميزنا بها عن باقي الكائنات لنَفهَمَ و نُفهِّم، لكي نَعْلَمَ ونُعَلِّمَ، باعتبار ان ابن آدم هو خليفة الله في الأرض، فهل يعقل أن يكون متشابها؟ هل يعقل أن يكون كل فرد نسخة عن الآخر؟ كيفما نعتز باختلافنا شكلا ومضمونا، فلنهتم بالاعتزاز باختلاف مفاهيمنا، اشكال نجاحنا ومعاني سعادتنا، فلنهتم باحياء الاحترام بيننا والابتعاد عن احباط ذوي الطموح الكبير والنفس الطويل.
لا تتسابق لركوب قطار لا يناسبك، لا تقارن نفسك بالآخرين ولا تجعل من احلام الاخرين غاية لك، لا تكن إلا انت. لاتخف، فالقطار انت من تحدد زمنه، فلن يذهب ويعود بل سيأتيك في الوقت المناسب.



1xbet casino siteleri bahis siteleri