رفع الستار وآن الأوان لتحقيق ذواتنا والرقي بهويتنا ومجتمعنا العربي بعيدا عن العالم الغربي، الذي ما فتئ يراود أي مسلم وما فيه من مغريات التي لا ترتقي حتى إلى المشي حافيا فوق تراب وطني. أجل هذا هو الواقع المرير الذي نعيشه ونتجرعه كل يوم، وحتى لا ننكر أيضا الحقيقة العمياء التي تروج لنا من تنديدات، شعارات، حقوق إنسان، كلها روايات تحكى ولا تصك، تقال ولا تكتب حتى نبقى في سبات لا نحرك ساكنا.
لا بد أن نعترف أننا ضعفاء بقدر احتياجنا لهم، ولن نرتقي بقدر نهجنا لسياساتهم المنحطة وتتبعً جميع مناهجهم في شتى الأوراش والمجالات. رغم أننا تعلمنا على يد أستاذ لم تعهده البشرية قط، فذهبنا إلى حيث يجب أن لا نذهب، ومررنا مرور الكرام من الوجهة الصحيحة، فصار منهجنا ودليل طريقنا مزهرية على رف تزين المكان بينما هم علموا وعملوا بديننا وأخذوا ما ينفعهم وتركوا الباقي، فنصرةً العرب لن تأتي هكذا من وحي الخيال وإنما بالرجوع للأصل والتشبث به.
هذه القضية التي ما فتئت أن تبين لنا مكانة العرب عند الدول الغربية، تنسج بذلك من منبت البغض والعنصرية والكراهية عند نصرة الحق، لتنتهي بالاضطهاد والنفي مهما كان توجهك ومن تكون، ببساطة لأنك مسلم. ومن هذا المنطلق لا حل أمامنا سوى تدعيم أنفسنا بالإيمان وبالبناء. بالله بدءا والعدة والعدد ثانيا في وجه كل من استباحوا ودنسوا المقدسات.
نود يقينا نهضة هذه الأمة، يدا في يد تحت راية الحق، واعتصاما بحبل واحد بعيدا كل البعد عن كل التوجهات الإيديولوجية التي تجعل من كل واحد منا يغرد في سربه لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
ختاما، من كان الله معه فمن عليه وًمن كان الله عليه فمن معه فقط، كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد.