كيف تصبح من أغنياء العالم؟

693

رغم التقدم والتطور اللذين حققهما العالم في شتى المجالات، لا يزال هذا الأخير يدور وسط دوامة وإن لم تكن سببا في عرقلته عن وصوله لأهدافه المستقبلية فستكون سببا في تأخيره عن ذلك، إنها الأمية المالية. لم لا ولا يزال العديد منا يبحر وسط مياه يعكر صفوها الجهل، نعم الجهل بحقيقة المال وكيفية تحصيله.

لا يزال آباؤنا إلى يومنا هذا، خاصة في الدول العربية، ينظرون إلى الثراء، كنتيجة وحصيلة لسنوات من الدراسة والجهد المستمر، إذ إن أغلبهم ينصحون أبناءهم بالتفوق الدراسي بغية تسلق السلم الوظيفي ويرشدونهم إلى كيفية كتابة سيرة ذاتية تكون لهم سندا في بداية حياتهم المهنية.

في الضفة الأخرى، نجد عقلية الأب الغني التي تختلف عن سابقتها اختلافا تاما؛ حيث يؤكد الأب الغني على ضرورة الدراسة لامتلاك شركات أو بناء مشاريع خاصة، وتعلم التمويل الشخصي، وامتلاك السلم الوظيفي بأكمله، والدفاع عن الاستقلال المالي وكذا التشجيع على التفكير في المال وعدم القبول بالوضع المالي الحالي.

إن افتقارنا لثقافة مالية، يضعنا أمام العديد من التحديات التي تقف جدارا منيعا أمام تقدم وازدهار مجتمعاتنا اقتصاديا، وتجاريا وثقافيا وغيرها من الميادين المتضررة. كما أن قلة أو انعدام التعليم المالي في أغلب مدارسنا يجعل من أطفالنا شبابا فاشلين تنقصهم التجربة والتفكير الماليين. فامتلاك الهواتف، والحواسيب وبطاقات الائتمان يبعدهم أكثر فأكثر عن تعلم ادخار المال واستخدام الذكاء المالي في البحث عن طرق استثماره.

نقصد هنا بالثقافة المالية، الإحاطة بالمفاهيم والقواعد المالية الأساسية، التي من شأنها أن تساعدنا في استخدام المهارات والطرق السليمة بغية اتخاذ قرارات صائبة واتباع استراتيجيات بناءة لتحقيق التطور المستمر والأمن المالي ولم لا الرفاهية المالية.

مقالات مرتبطة

إن الثقافة المالية، والتي تعتبر نقيض الأمية المالية، تؤدي دورا أساسيا إلى جانب ذكاء عقل الإنسان؛ فهي تقوده نحو إنشاء مشاريع خاصة والقدرة على المخاطرة، لذا على المرء تخطي منطقة راحته وأمانه والخوض في تجارب جديدة مفعمة بالمخاطر بحيث يكون النجاح حصيلة الشجاعة والذكاء.

ولا ننسى أنه إذا كنت تمتلك ثقافة مالية ف: ستصبح مستثمرا لا مستهلكا، ولن تعيش ضائقة مالية بل ستتمكن من تسيير أمورك مرتاح البال، ولن ترضى بالعمل في وظيفة تعود فيها بتعبك على صاحب العمل بالأرباح ولكن سترغب وتبدأ مشروعك الخاص. فالاستثمارات غير المدروسة، وعدم التخطيط، والديون المتراكمة وكذا عدم الاستقرار المالي هي مخلفات الأمية المالية.

ويمكننا القول إنه توجد علاقة تكامل بين التعليم والثقافة الماليين؛ إذ إن التعليم هو توفير الظروف والمواد الأساسية للوصول إلى الثقافة المالية. وتصحيحا لبعض المعتقدات الخاطئة، فإن الثقافة المالية ليست نتيجة الثروة، فالثروة هي أحد الآثار الجانبية الإيجابية لثقافتك المالية.

وختاما لما سبق، إن أردنا النجاح والمضي قدما فعلينا معرفة أن النجاح نتيجة لعدة محاولات فاشلة، فكيف سننجح ونحن لا نحاول فنفشل ونحاول مرات عديدة إلى أن نصل إلى مبتغانا.

1xbet casino siteleri bahis siteleri