مخاوفنا: هل نستسلم أمامها أم نواجهها؟‎‎

الخوف أو المخافة أو الخشية، هو الشعور الناجم عن الخطر والتهديد، الشيء الذي يؤدي إلى تغير في الوظائف الأيضية والعضوية، ويفضي في نهاية المطاف إلى تغيير في السلوك مثل التجاهل، والمواجهة، والهرب أو الاختباء أو التجمد أمام الأحداث المؤلمة التي يتصورها الفرد.

كلنا نخاف والخوف شعور طبيعي خاصة حينما نواجه خطرا ما، إنه أحد أول أساليب الدفاع عن الذات. لكن، عند تكرار نوبات الخوف، وزيادة شدته عن الحد الطبيعي، هنا ينتقل هذا الشعور الطبيعي إلى حالة مرضية.

علميا، المنطقة المسؤولة عن الخوف هي الدماغ وبالضبط اللوزة الدماغية؛ حيث يتم تنبيهها إلى حالة الخوف، الشيء الذي ينتج عنه إفراز في هرمون الأدرينالين والنورادرينالين، المسؤولان عن تحديد استجابة الجسم للمحفز هنا وهو الخوف، إما بالمواجهة أو بالهروب. من نتائج الخوف، تسارع نبضات القلب، الدوار والتعب، فقدان الشهية، التوتر وزيادة التعرق خاصة في راحة اليدين.

إذن، بين مواجهة مخاوفنا والهروب منها، أي طريق نسلك؟ وهل فكرة الشعور بالخوف سلبية مئة بالمئة أم هناك جانب مضيء فيها؟

يذكر مقال نُشر على منصة “psychcentral” النفسية أن الخوف يمكن أن يكون طريقة أجسامنا للتعبير عن وجود مشكلة ما، في هذه الحالة علينا فقط الاستماع إلى أجسادنا لنتمكَّن من التعامل بفاعلية مع المشكلة. يمكن أن يكون الشعور بالخوف رسالة عاطفية مهمة تُحذِّرنا وتُخبرنا بالابتعاد عن المواقف الخطيرة التي قد لا نُدرك بشكل واعٍ أنها كذلك. هنا يحاول الخوف مساعدتنا في التغلُّب على المواقف التي قد تكون ساحقة، لذلك فالخوف ليس دائما شعور يجب إحباطه وتجاوزه.

شعورنا بالخوف ليس سيئا تماما، خاصة إن كانت مخاوفنا، تشمل أشياء يمكننا تجنبها، لكن بالمقابل إن كان شعورك بالخوف مرتبط بأشياء أو أشخاص أو أحداث، لا يمكنك تجنبها لأنها جزء لا يتجزأ من حياتك، بحيث إنها تعيقك عن ممارسة حياتك بالشكل الطبيعي، في هذه الحالة، يجب عليك مواجهة هذه المخاوف للتخلص منها الواحدة تلو الآخر.

مقالات مرتبطة

لكي تتمكن من مواجهة مخاوفك، يجب عليك:

أولا: تقييم المخاطر، ففي بعض الأحيان يحدث الخوف من عدم معرفة الكثير عن الشيء الذي تخافه، فبقليل من البحث والاطلاع يمكن لشيء يحرك فيك شعور الخوف أن يصبح شبه عادي بالنسبة لك. فمثلا قد تخاف الطائرات لأنك سمعت عن الكثير من الحوادث الجوية لكن بمجرد اطلاعك على الإحصائيات وأن معدل الوفيات بسبب هذا النوع من الحوادث قليل جدا مقارنة مثلا بعدد الوفيات بسبب التدخين، ينقص خوفك رويدا رويدا.

ثانيا: يمكنك التوقف عن اعتبار أن الخوف شعور سلبي وأن تحاول النظر إلى الخوف بطريقة علمية وعلى أنه معلومات يحاول جسدك من خلالها أن ينبهك لشيء ما. ما عليك فقط إلا أن تقيم هذه المعلومات وتصنف شعورك هل هو حقيقي أم زائف وما الذي عليك القيام به في كلتا الحالتين.

ثالثا: خذ نفسا عميقا وبطيئا وتوقف برهة للتفكير، الشيء الذي سيساعدك على تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي المسؤول عن الراحة والنوم والاستمتاع مما سيجلب لك الهدوء والسكينة، الشيء الذي سيساعدك على التفكير بوضوح أكثر.

رابعا: إذا كان شعورك بالخوف مرضيا ويعيق سيرورة حياتك، لدرجة أنك غير قادر على التحكم به والتعامل معه، عليك في هذه الحالة طلب المساعدة من أخصائي صحة نفسية، للعمل على نقص حساسيتك تجاه مخاوفك تدريجيا.

أخيرا وليس آخرا، لا ننسى قول إبراهيم الفقي أن: “صحتك لا تقدر بثمن، فلا تسترخصها بالقلق والخوف والغضب، واعلم أنك المسيطر، ولا تقل لا أستطيع؛ فإن قلتها تحقق ما كنت تخشاه.”

1xbet casino siteleri bahis siteleri