كل شيء جميل في هذه الدنيا يأتي بالتسامح!

يمكن تعريف التسامح ببساطة بأنه عفو عن الآخرين، وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله؛ فالشخص المتسامح هو من لديه قبول تام لمن حوله، فالعفو فيما سبق دوماً يمنح الغير فرصه لأن يكونوا أفضل وأكثر قبولا للتغير، أما الوقوف على أخطاء الآخرين وعدم تقبلهم يجعل الناس دائماً تشعر بأن لا مجال لتعديل سلوكهم أو التغيير من نفسهم.

التسامح فرصة جميلة ليبدأ الناس من جديد معلنين الحب ورافعين شعار الإنسانية والعفو، فأعظم ما يتسم به المرء هو العفو فهي صفة تدل على السمو والخلق الرفيع والإنسانية والكرم، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما كان، لذلك يجب أن ندعو جميعاً للتسامح كونه يجعل المجتمع كله أفضل.

التسامح يمكّن الناس من العيش بسلام ورقي، ويساهم في تحسين المجتمع وتعديل سلوك الناس فيه، فالحياة دون تسامح ستكون جافة جداً مليئة بالمعارك والصراعات التي تهد ولا تبني، فالتسامح بقدر ما يصلح هو أيضاً قوة لا يقدر عليها سوى الأسوياء المخلصون المتصالحون مع أنفسهم.

ليس للجميع القدرة على التسامح والغفران والعفو عمن أساء لهم أو آذاهم فكثيراً من الناس لا يمكنهم الصفح عن الغير ويكون لديهم حب للانتقام والثأر ممن هم حولهم، لذلك فمن قدر على التسامح هو شخص نقي يعرف أن كل البشر يمكنه أن يخطئ ويتوب عن الخطأ، ويرجع عنه.

أهمية التسامح للفرد والمجتمع
هناك العديد من الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع جراء التسامح؛ فالشخص المتسامح نفسه يعيش حياة أفضل من الذين يكنوا البغض والكراهية، فأجمل ما يتمتع به المرء التسامح.

العيش في سلام وأمان دائم، حيث إن الشخص الذي يسامح كثيرا لا يكون في قلبه مكان للبغض ولا الكراهية، ولا يكون دائماً تحت ضغط عصبي جراء المشاحنات والمشكلات التي يعيش فيها.

التخلص من الضغط العصبي والألم النفسي الذي يسببه البغض والكراهية، أحد أهم الأمور التي يعاني منها الأشخاص الضغط العصبي لأنهم يعيشوا في حرب دائمة.

احترام الفرد لذاته، حيث إن التسامح يشعر المرء بالسمو والقوة، وبأنه أقوى من أن يقع تحت عجلة الانتقام، لذلك فالتسامح والصفح أهم القيم التي تشعر المرء بأنه ذو قيمة كبيرة.

التفكير الإيجابي الفعال، فالذين ينشغلوا دائماً بالحقد والكراهية لا يمكنهم أبداً من التفكير الإيجابي، فهم دائماً في عداء مع غيرهم، ولديهم رغبة ملحة بالانتقام والثأر، مما يجعل تفكيرهم سيء وسلبي.

اتسام الفرد بالهدوء والرصانة، وعدم الانفعال الدائم على أقل الأسباب، حيث إن الضغط العصبي من أهم مسببات الحالات العصبية غير المبررة دائماً.

تحسين خلايا الدماغ، فوفقاً للدراسات فإن الشعور السلبي والتفكير الزائد مسببات أساسية لموت خلايا الدماغ والمشكلات الصحية التي ينجم عنها ألم وصداع دائم.

التسامح قيمة كبيرة، يجب أن نحرص عليها دائماً، ونجاهد أنفسنا، ففي كثير من الأحيان يتعرض المرء لظلم كبير أو لإساءة بالغة، فيمتلئ قلبه بالانتقام والرغبة الجامحة في القصاص والثأر، ولكن جهاد النفس من أعظم الأمور، فالكاظمين الغيظ هم الفائزون والصالحون، أهل الفلاح، فمهما انتقم الإنسان لم ينتصر، فمن ينتصر سوى صاحب الخلق الرفيع والخلق القويم.

يجب على كل شخص أن يكون صاحب رسالة، وأعظم ما يمكن أن يحمله الإنسان من رسالة هي الدعوة الصادقة للتسامح، والحب للجميع، والرغبة الدائمة في الإصلاح، وإذا أشتد الإيذاء ورأي الشخص أن من أذاه لا يبالي ولا يطلب العفو فالابتعاد عنه واجب، لأنه شخص ضار يريد أن يغرس به في الوحل وما أسوأ من وحل الانتقام ودائرة الشر والشعور الدائم بالمشاعر السلبية والإحباط.

وأخيراً فلنتسامح ونعفو ونمضي في سلام يليق بالأديان وبالإنسانية وبالمجتمع، فمن زرع خيراً يحصد، ومن زرع شر يحصد، فالنعش في هدوء وحب وندعو للخير والتسامح والسلام.

1xbet casino siteleri bahis siteleri