فيها خير

“فيها خير” من الكلمات المميزة المملوءة بباقة من الأمل والإيمان، التي قد تريح تفكيرك على ما مضى أو على حلم لم ولن يتحقق. كلمات تساعدك على مواصلة طريقك نحو هدفك، فقد تختزل عنك آلاف الأفكار السلبية إن لم أقل الملايين، وكذا فترات الندم الطويلة التي تجوب ذهنك لتمحيها في رمشة عين.

إن كل متغير ومتحول لا يتغير ولا يتحول إلا بفعل فاعل، فمجريات الحياة مثلا لا تتغير من تلقاء نفسها، بل بنسمات ريح الكلام والتصرفات. أتحدث وأحدثك لعلي أبحر معك في هاته المركبة مجهولة الوجهة لأريك معالم الحياة، وأنت تعلم يقين العلم مسبقا عن ماذا أتحدث هنا!

ففي كل مرة قد ترى وجوها تغمرها ملامح البراءة وتتلذذ بكلماتها الساحرة، حتى تتمكن منك وتقوم بتثبيتك لتستسلم لها بكل هدوء. ما إن تتملكك حتى ترى الوجه الآخر الساحر أيضا بمفهومه الحقيقي..لتسمع صوت جرس المنبه معلنا عن بداية الدورة الثانية من العذاب، لتستفيق من كل الأوهام التي صدقت يوما وظننت أنها ستكون البديل المناسب. صدقني حين أخبرك بأنك ستواصل الترنح وأنت تحاول الصمود حتى تتلقى الصفعة الموجعة التي حتما ستبكيك وتحط بك من شدة الألم إلى جزيئات متناثرة ومبعثرة، حزنك وغضبك سيفوق توقعاتك ليس لأنك ظلمت أو أسأت، بل لغباء اختياراتك وبقائك على صمتك الذي عايش الكثير من التقلبات التي أنذرت العقل العديد من المرات لكن القلب لم يستجب.

نعم! قد يغلبنا طابع الاستعجالية في العديد من الأمور وأقصد هنا القرارات المتخذة أحادية الرأي. التي غالبا ما تكون خاطئة أو بمعنى أصح خطاءة في حق أنفسنا ومستقبلنا. وتظل الكلمة الأخيرة لجل ما سبق غالبا ما تتنافى مع “الخير” أو بالأحرى مع ما نراه عن الخير. فدع نفسك لنفسك ولا تبحر في دهاليز ذكريات لا تزال عاجزا عن تصنيفها عن ما إذا كانت جيدة أم العكس، إذ سيضيق صدرك لا محالة وأكاد أجزم أنك سترى ظلاما حالكا في صباح مشمس. ليتسنى لك مراجعة نفسك وأحكامك على كل التفاصيل التي ضاعت والتي أيضا لا تزال، وأنت في خضم زوبعة استرجاع ما فاتك، تتمالكك نوبة ضحك هيسترية أليمة ممزوجة بقطرات تتساقط من جفون عينيك مخلفة ضبابة كثيفة تحجب عنك الرؤيا فقط لبعض الوقت، لكن في المقابل تقوم بلتميع عينيك لترى بوضوح تام من بعد ذلك.

قد لا يسعني الاستمرار معيتك في خبايا دوامتك هاته، لكن دعني أخبرك بأن ما هو خير رهين بخير وجدانك وأمل تطلعاتك واختياراتك وثقتك بالله بقوله تعالى: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1]. لا بمقولة عابرة تراضيك ولن ترضيك.

1xbet casino siteleri bahis siteleri