لا تسجني في قفص حلم واحد

الأيام تتشابه، الليالي واحدة والأحداث تعاد، تواريخ كثيرة علي أن أحفظها ومواعيد مهمة يجب أن أحضرها…أرقام وأيام كثيرة تمر من زقاق إدراكي، إلا أنني لا أعيرها أي انتباه ولا تعنيني، لا يعنيني شيء سوى أحلامي، أحلامي المختلفة الكثيرة والمتعددة، هكذا وصفتها السيدة مريم -معلمتي- والتي أوصتني ونصحتني بالتخلي عنها كلها لصالح حلم واحد، وأن الإنسان يجب أن يملك حلما واحدا فقط.

أحلام كثيرة أحملها في محفظتي، أتصفحها بين الحين والآخر، متأكدة من وجودها وصحتها، أحلام متعددة ومختلفة والتي لا أقبل أن يتم حصرها وتضييقها وخنقها في حلم واحد. “أستاذة، فنانة، كاتبة، مهندسة، محامية، محاسبة…فقط فقط فقط”

منذ البداية تعرض عليك قائمة اختيار المهن والتخصصات، وبالأحرى، تكون في المرة الأولى محاصرا ومقيدا، توجيهات وإرشادات تحدد مسارك…يجب أن تكون في التخصص العلمي، أما أنت فضعيف في مادة الرياضيات، فلتذهب للتخصص الأدبي…نظرات مستعلية، تقليلية يتبادلها مختلف المتعلمين بينهم على مختلف التخصصات. أو ما ظنك، ما ظنك رغم تفوقي في مختلف مواد العلوم، إلا أن ارتياحي وشغفي وحبي في التخصص الأدبي أو العكس، بالضرورة قبل أن توجه وترشد يجب أن تنصت في البداية.

أحب كل التخصصات العلمية والاقتصادية والأدبية على حد سواء، وهذه هي مشكلتي وحلي…ضعفي وقوتي، حيث إنني لا أتشبث بحلم واحد أو فكرة مريحة تجعلني أنام بسهولة، ولكنني أحب وأهوى وأعشق كل تلك الأفكار والأحلام المختلفة، الغريبة والمذهلة التي تجعلني أسهر لفترات وتجعل لعزلتي معنى. وهذا ما يدفعني للركض وأكثر ما أجيده هو بالفعل…

أركض، أركض كثيرا طوال النهار بقدمين صلبتين تأبى الانهيار وطوال الليل بخيال واسع يأبى أن ينتهي. محاولة مداهمة الزمن للحاق بكل الأحلام أو على الأقل ما أستطيع تحقيقه الآن. ثم، أتوقف بضع لحظات لأستريح وأتأكد من صحة الطريق لكي لا أغرق مجددا في ليالي القهر والندم وضياع العمر … إلا أنني أستطيع.

أستطيع أن أكون كاتبة، مهندسة، فنانة أو حتى مصممة أزياء أو ربما رائدة أعمال…أو أي شيء آخر، المهم هو رغبتي وإرادتي به. فلا تقزمني ولا تحددني ولا تسجني في قفصك…قفص حلم واحد، فكرة واحدة، مسار محدد وطريق واحدة…ليس لك الحق في ذلك. الحق حقي -العمر عمري- الحلم حلمي والمجد لي.

1xbet casino siteleri bahis siteleri