ليس كل ما يتمنى المرء يدركه!

لم يرف لي جفن، أبحث عن تلك الرغبة في النوم، ما إن أستلقي حتى تتلاشى، أترنّح يمينا ويسارا، باحثة عن وضعية مناسبة، لكنه يزعم على الاختفاء. لا أدري ما الذي يشغل بالي إلى هذا الحد، ليجعل الغوص في سبات عميق مسألة شاقّة، بعدما كانت المنفرج الوحيد عند الحاجة.

من الأفضل قراءة بعض الصفحات من كتابي الحالي، لعلني أستدرجه شيئا فشيئا، خاطبت نفسها قائلة، أنارت إضاءة خافتة، ثم انغمستْ في صفحاته الأخيرة. هل سبق لك وأن دعوت ألا تكون هذه هي الصفحة الأخيرة؟ أن يواصل الكاتب نسج أحداث مشوقة جديدة، أن تواصل العيش مع شخصيات كتابك الرّاهن، أن تستبق مجريات الأحداث، فتصيب مرّة وتخطئ مرة أخرى؟

كان هذا هو حالها هي، النهاية، لا بأس من قراءة ثانية، سيكون من الممتع الغوص في هذه الأحدث مجددّا، أضافت قائلة وابتسامة نصر على محيّاها، أخرجت مذكرتها وأضافت اسم الكتاب ضمن لائحة الكتب التي قرأتها، اقتنت الكتاب بين كفيها، سترافق إخوتك حتى حين، خاطبته قائلة، خصصت له مكانا في رفوف مكتبتها ثم عادت إلى مكانها السالف، تراقب أضواء المدينة المنيرة، سكون وهدوء تامين، قمر مكتمل، ونجوم متلألئة، اتخذت مواضع متفرقة في سماء صافية.

يأتي الظلام ليذكّرنا بما انشغلنا عنه في النور، ويأتي الليل ليجعلنا نتدبر في نعمة الصباح، فإن كان الظلام يكشف الستار عن مواجعنا، فسوف يشرق نور ويضمدها، وإن كان الليل وحيدا، فسوف يأت الصباح ليكون أنيسا، تمتمت هذه الجمل بين شفتيها، وهي لا تزال عالقة في تفاصيل ذلك المنظر البهيج والبديع، دوما ما نصادف تلك المرحلة في حياتنا، نفعّل فيها خاصيّة التوقف، نحلّل مجريات حياتنا، نطرح تلك الأسئلة على غرار من أين، وإلى أين؟ وكيف سيتحقق كل ذلك؟

تعيد رسم شريط حياتك السالفة، تبتسم على ذكريات ولّت، وتتلاشى ابتسامتك عند أخرى، لا أدري إن كانت العودة إلى ذكريات الماضي أكثر مضرّة من منفعة أم عكس ذلك، لكن ما استخلصته أن ذلك الماضي قطعة أساسية في حياتك الحاضرة.

تدبير وتخطيط مستمرين، إلاّ أن دوما للقدر آراء أخرى، حتى وإن صعب الانسجام مع مخططات جديدة، يحين ذلك الوقت الذي تدرك فيه الغاية مما حصل، إلّا أن ذلك الاقتناع والرضا، لا يكون من فراغ، ولا بين ليلة وضحاها، وبين هذا وذلك، غالبا ما يعاني المرء في خطوته الجديدة.

أدركت أن قائل “ليس كل ما يتمنى المرء يدركه” على صواب، فأحيانه ما نحتاجه حقّا، عكس ما نتمنى، وليس ما نتمنى، أيقنت أنّ التحكم في بعض خيارات حياتنا يكون بمقدورنا أحيانا، بينما نزعم التظاهر بعدم امتلاك السيطرة عليها، أيسمّى هذا ضعفا، أم موروثا ترسّخ في بديهياتنا الثقافية؟

مفارقات عجيبة، أضحت واقعا معاشا، يكلفك فهمها أعوام مديدة وتجارب عديدة. كلّها أفكار استرسلت في مخيّلتها، حالت بينها وبين ما تبحث عنه.

1xbet casino siteleri bahis siteleri