الصمت والتهرب

غالبا ما نرى أفعال، ونسمع أقوال لا تعجبنا وتتجاوز النقط الحمراء التي تفصلنا عن الآخرين، إلا أننا نسمح ككل مرة أن يتفاقم الوضع بسكوتنا وهروبنا المبرر تحت ما يسمى “ماشي مشكل” “حشومة” “مديش عليهم” إلى ما لا نهاية من الكبسولات اللحظية.
ونحن بالخصوص كشعب مغربي غالبا ما نحب ونشجع على التهرب من الحقيقة ومواجهة الآخرين بكل صدق واحترام. لا أعلم بالضرورة لماذا، ربما خوفا من الاصطدام، وربما خوفا من جروح لا تندم، فقدان…المهم أن هناك خوفا معينا. لا نتكلم عن حقوقنا الأساسية ومشكلاتنا الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية.
كما لا نتكلم ولا نتساءل في المقابل عن عدم دعوة وإخبار كل العائلة عن خبر مفرح وبالضرورة فعلهم لذلك عندما يكون هناك خبر محزن، عن احتقار فئة “معينة” للقدرات الفكرية العقلية وبالضرورة القدرات المادية الخاصة بأفراد العائلة، عن عدم إخبار أخ لأخيه عن الحزن الذي تسبب فيه لإخفائه عقد زواج ابنه، عن تفضيل ابنة الخال صديقاتها على فتيات العائلة، عن إخبار أشخاص معينين ومحددين بحملها، عن دعوة امرأة بعيدة عن العائلة في خطبة ابنتها لمجرد أنها زوجة موظف في القنصلية وعدم دعوة العائلة.
تساؤلات وأفكار كثيرة تثير انتباهي، تجعلني أفكر كثيرا في الصمت الذي أراه ونعيشه، ومواصلة الحياة والالتقاء والقلوب غير الصافية وغير النقية. لا يعنيني الإخبار أو عدمه وإنما الحزن والأسى الذي أراه في أحبائي وخصوصا الأشخاص الأولى بإعلامهم،
كما أنه كيف يمكن للأكبر أن يكونوا قدوة لنا في هذا الاتجاه؟ وكيف يمكن التنبؤ باستقرار العائلة تحت عرش عروق العلاقات الهزيلة؟
أسئلة عديدة تجتاحني بين الحين والآخر لا أعرف إجاباتها، إلا أنني أعرف أن في هذه الحالة الصمت والتهرب هو أساس كل المشاكل.
1xbet casino siteleri bahis siteleri