علاقة النفس البشرية بما يجري في فلسطين

وأنا أتأمل في ما يجري من أحداث في عالمنا اليوم، يسيح ذهني وتقديري دائما إلى علاقة النفس البشرية بها، وعلاقة كل نفس على حدة بالقرارات التي تتخذها تجاه ما يجري، أتأمل كيف أن الانسان يشبه أخاه الإنسان في طبيعته، وتكوينه الغريزي والروحي، لكنه يختلف في جعل هذا الخليط الذي يشكل إنسانيته ثابتا، يختلف الناس دوما في كيفية تحويل الطبيعة البشرية إلى فعل بشري إلى قرار إنساني… منا من يعتقد أن إنسانيته هي الاكتفاء بتحويل الغريزة إلى فعل، يجعله عبدا له، وهذا الفعل مهدد دوما بالموت والاختفاء وعدم تحقيق وجوده أصلا.. لأنه يفتقد إلى مركب مزجي آخر يجعله فعلا صالحا مكتملا… وأقصد هنا بالغريزي كل فعل أو كلام أو قرار أو رأي ينبع عن القيم الحيوانية كالمصلحة والعداونية والأنانية وحب الذات والسلطوية والقوة… معرضا عن كل القيم “الإنسانية” المركبة التي ترفع بهذه القرارات إلى أفعال خير وإصلاح…

إن ما تفعله إسرائيل اليوم وجيشها وأمريكا وقوتها، نابع من الطباىع الحيوانية والمادية التي تحكم قوانينهم وسياساتهم، إن السياسة اليوم أفرغت من مدلولها الأخلاقي، وألبست لباسا ماديا حيوانيا، تحولت من سياسة مصلحة إلى سياسة مخربة مدمرة…

إن إسرائيل دولة محتلة والاحتلال والاستيطان فعل همجي إرهابي وقسري يعني أنه فعل حيواني، وبالتالي فكل الإسرائيليين والمناصرين لهم، هم أشباه بشر وأشباه إنسان، بل هم ينحون إلى الحيوان منهم إلى الإنسان… بهذا التحليل المنطقي والأخلاقي نكون قد أعيطنا ردا تجاه ما قاله أحد وزراء الصهاينة في حق الفلسطينين وفي حق المقاومة الفلسطينية أنهم حيوانات متوحشة…

إن الصهيوني اليوم حيوان عنصري، لا يعرف إلا صنفه، ولا يدافع إلا عن أخيه، لا الحق يبتغي ولا الخير يرتجي، إنه كائن مادي وفقط، وهو ما يفسر ما يقوم به من تقتيل وإرهاب، إنه يعتبر أن الفلسطيني يستحق القتل لأنه إنسان “يعيق وجوده”، “غير نافع” أي أنه يهدد بقاءه، فهو بذلك يجعل هذا التحليل سببا وراء انتهاكاته واعتداءاته وإرهابه… لكنه قرار وفعل -كما قلت- مصدره “ليس إنسانيا” بل حيوانيا… والدفاع والمقاومة فعل ورد منطقي إنساني لأنه نابع من الإحساس بالذل والمهانة والاعتداء والظلم.

إن الحرب بشتى أنواعها هي صراع غابوي يخرج عن أصل النفس البشرية وجوهرها المتسامي والعلوي… وإن الحرية والاستقلال هما المطلب الإنساني الذي إذا انتزع من النفس ثارت لأجلها النفوس الإنسانية الأخرى، وانتفض لأجله العالم، وتعالت الأصوات نصرة لكل قضية إنسانية لأن العالم إذا افترق فإنه افتراق خير وشر عدل وظلم، اعتداء وتسامح، غريزة وروح، كفر وإيمان… وتبقى كفة الحق غالبة منصورة مهما طال الزمن، ومهما كانت العواقب ومهما خذل الناس كل ما هو إنساني… فإن الذي ينصر كل القيم الإنسانية فإنه ينصر بذلك الله تعالى، ولينصرن الله من ينصره، هذا وعد الله ولا يخلف الله وعده … نصر من الله وفتح قريب
ودامت فلسطين حرة أبية مقاومة… ورحم الله شهداءنا وسدد خطى المقاومة الفلسطينية ودمر أعداءهم ودحر قوتهم وجيوشهم.
ولتعلموا أن تحرير فلسطين قد بدأ وأن وعد الله حق.

1xbet casino siteleri bahis siteleri