برونزية كردادي وذهبية بورمضان‎

هل سمعت يوما بسحر الكلمات؟ وأن ما نقول يؤثر سلبا أو إيجابا على الآخر، إذ يوجد من كانت عبارة واحدة كافية على أن تترك أثرا في حياته، وكذا في طريقة تفكيره وقد يصل الأمر إلى تقدير الفرد لذاته، نعم إنها كلماتنا، ملاحظاتنا وآراؤنا التي تكون أحيانا سهلة التلفظ لكن قوية التأثير.

الجميل في الأمر أنه إذا كانت عباراتنا إيجابية ومحكمة التسديد فإنها تذهب مباشرة نحو همة يكون قد لامسها الإحباط، الدليل هو قصة نشوء البرمجة اللغوية العصبية، إذ كانت الفكرة هي استخدام اللغة واكتشاف إمكانية العلاج بالكلام، وذلك اعتماداً على تجارب حقيقية أكدت الأمر، الشيء الذي نتج عنه دراسات مهمة والتي غيرت الكثير.

فهذا ما فعله البطل السابق عبد الرحيم بورمضان حينما كان يجري رافعا راية المغرب عاليا مشجعا فاطمة الزهراء كردادي أثناء الكيلومترات الأخيرة من سباق الماراثون لبطولة العالم التي أجريت منافساتها ببودابست.

فعند مشاهدة الفيديو الذي يوثق ما حدث أثناء السباق قد يظهر لك الأمر عادي: “شخص يشجع عداءة”، لكن عند نهاية السباق وبعد فوز كردادي بالميدالية البرونزية ندرك على لسانها أنها كانت قد بدأت في مرحلة الاستسلام، لكن بعد سماعها لتشجيع بورمضان زادت همتها وبذلك زادت سرعتها، الشيء الذي جعلها تقفز للمرتبة الثالثة والظفر بالمركز الثالث، فالقصة إذن جد محفزة التي تعطينا درسا في سحر الكلمات الإيجابية.

ففي هذا النطاق جاء بحث للعالم الياباني “ماسارو إيموتو”ليؤكد حقيقة تأثير الكلام الإيجابي، حيث أجريت تجربة على ثلاث زجاجات تحتوي على الأرز ولفترة من الزمن كان ايموتو يوجه كلمات إيجابية للزجاجة الأولى وكلمات سلبية للثانية في حين لم يوجه أي كلام للثالثة، فبعد مرور شهر من الزمن كانت المفاجأة، إذ إن الزجاجة التي تلقت الكلمات الإيجابية كان لها شكل جيد ولم تكن هناك رائحة بينما زجاجة الأرز التي كان لها الحظ من الكلمات السلبية تعفنت وأصبحت مليئة بالفطائر. فهذا تأثير الكلام على الأرز فكيف يكون التأثير على إنسان له قلب يحس وعقل يحلل.

كما ورد في كتاب” الاتفاقيات الأربع” لدون ميجيل رويز أن الكلام ليس مجرد صوت أو رموز مكتوبة، بل هو عبارة عن قوة، وأنا أقول أنه عبارة عن بذور التي تزرع في دواخلنا والتي تزهر أزهارا تبهج وتفرح كما فعل تشجيع بورمضان الذي شجع كردادي على الاستمرار وعدم الياس الشيء الذي أثمر الميدالية البرونزية الأولى للمغرب ولكردادي في هذا النوع من السباق بطبيعة الحال بعد الجهد الكبير لفاطمة الزهراء قبل وأثناء السباق، أما في بعض الأحيان قد تعطي كلماتنا ثمار مرة ليس لها دور ولا مذاق إلا ضياع الجهد الذي سقيت به، بل قد تفسد دواخلنا أو تنخر همتنا.

فلنكن حدرين إذن قبل الحديث ولنجعل كلماتنا تذهب بسامعها نحو الأعلى، فكلمة طيبة قد تكون سهلة التلفظ لكن قوية المفعول، فكم نحتاج لبورمضان في حياتنا أقصد شخصاً يقوينا وقت الاستسلام والأجمل أن نكون نحن بورمضان لشخص آخر.

1xbet casino siteleri bahis siteleri