للبكالوريين الجدد، أنصتوا!

للبكالوريين الجدد، لا ترضوا بأقل مما تستحقون، لا تضحوا بأحلامكم وأهدافكم في الحياة مقابل ظروف ومسائل عابرة، حاربوا، لا تهنوا ولا تستسلموا، فالحياة معركة، معركة من أجل بلوغ الهدف، وستكون دائما كذلك، دائما سيكون هناك هدف يرجى الوصول إليه والكفاح من أجله.

لذلك، اختاروا أهدافكم بعناية، لأنها هي التي ستحددكم، ستحدد من ستكونون ومن ستصبحون، ستحدد مصيركم، محيطكم، وحتى عائلتكم، اختاروا ما ستكافحون من أجله بعناية فائقة، خذوا كامل وقتكم، استريحوا، فكروا، حللوا، استنتجوا، والأهم أحسنوا اختيار مصيركم واقتنعوا به وأحبوه، فعلى ذلك الاختيار تبنى حياتكم فيما بعد.

اختاروا بهدوء وصفاء ذهن بعيدا عن أي عامل خارجي يمارس تأثيره عليكم، اختاروا مستقبلكم بأنفسكم وبدون أي ضغط خارجي يقلقكم ويقيدكم، تحرروا من كل شيء عدا راحتكم، مارسوا الأنانية هنا لأنها الأنانية الوحيدة التي ستشكرون نفسكم عليها وستكونون ممتنين لها فيما بعد طوال حياتكم، لا تتركوا أحدا غير ذاتكم يقرر مكانكم ما ستكونون عليه أو أن يؤثر على قراركم، أنتم وحدكم المسؤولون على ما ستؤول إليه حياتكم، أنتم وحدكم السبب وراء نجاح مستقبلكم.

خذوا كامل وقتكم، استريحوا، فكروا، حللوا، استنتجوا، الأهم أحسنوا اختيار مصيركم واقتنعوا باختياركم وأحبوه، فعلى ذلك الاختيار تبنى حياتكم التي بعد، واعلموا أن في الأخير وبعد كل شيء يبقى الإنسان وحده أمام اختياراته التي اختارها لحياته ونتائج اختياراته على حياته، وحده أمام نفسه ومعها، إن أحسن الاختيار فهو، وإن لم يحسن، فهو كذلك. لذلك، أرجوكم لا تضحوا، لا تقبلوا بأقل مما تطمحون إليه، كافحوا، فعادة الحياة ومعناها في الكفاح، كل في معركته يخوض، فاختاروا معركتكم بحكمة.

مقالات مرتبطة

اعلموا أيضا أن المشوار لا ينتهي عند الباكالوريا ولا يبدأ عندها، المشوار بدأ عند أول حرف أبجدية تعلمته إلى أن تموت، لا ينتهي المشوار إلا بانتهاء الإنسان، ما دام الإنسان حيا، دائما ما سيخوض امتحانات عليه اجتيازها ودروس عليه اكتسابها، يبقى الفرق بين ما قبل البكالوريا وبعدها هو أنك الآن مسؤول عن تربية ذاتك، وتهذيبها، وثباتها، واجتهادها، أنت المدير، والمصمم، والمقرر، والمراقب لشركة حياتك، لم تعد المدرسة تراقبك، وتوبخك، وتصمم لك برامج استعمال الزمان وبرامج الدعم وتذكرك بأنه عليك مراجعة ما اكتسبته، إنه دورك الآن لفعل كل ذلك.

أنت الآن أمام مسؤولية إنجاح ذاتك، وأفضل وسيلة لتحقيق ذلك هي أن يكون القلم والمذكرة دائما رفقاؤك بعد البكالوريا لا أن تهجرهما، فبالقلم ومع القلم فقط سترسم مخططات بلوغ أهدافك القريبة والبعيدة وبتلك المخططات سيسهل عليك تحقيقها.

ما يصنع الفرق غالبا في الحياة هو إنسان يعرف إدارة وقته وطاقته والتخطيط لبلوغ أهدافه، وآخر غير قادر على تصميم أهدافه ونهج مسار لها وعاجز على تحقيقها.  كما أن مختلف ما تعلمته قبل البكالوريا ستجني ثماره بعدها في مختلف جوانب حياتك، وتذكر أن ذلك المجهول × الذي يختلف الناس في حبهم وكرهم له، لم يكن موجودا فقط من أجل حل معادلة من الدرجة الأولى بمجهول واحد أو من الدرجة الثانية بمجهولين، بل كان × يعلمنا كيفية التفكير بتبسيط وتحليل المسألة لأجل بلوغ النتيجة، إذ علمنا طريقة التفكير بثبات وتركيز لأجل حل مسائل حياتنا فيما بعد. كان × قبل الباكالوريا المجهول الذي نبحث عنه لحل المعادلة، الآن، هو الطريق الصحيح الذي تبحث عنه لبلوغ أهدافك وحلمك.

حققوا أحلامكم، لأنكم إن لم تحققوها سيكون هناك آخرون بنفس قواكم وضعفكم سيحققونها مكانكم، وستكونون شهداء على أحلام تركتموها، من أجل لا شيء، أحسن آخرون يشبهونكم في تحقيقها، لا تفقدوا نفسكم شغفها وتحرموها من حلمها، احصلوا على أحلامكم ولا تتركوها لغيركم، والله المعين،

1xbet casino siteleri bahis siteleri