فن الوحدة!

هل جرّبت أن تصنع لك عالماً خاصاً مليئاً بما يُبهجك؟ عالماً ترتحل إليه إذا ضاقت بك الأيام فتجد فيه متسعاً وسعادة لك، عالماً مليئاً بهواياتك المُحبّبة، ذكرياتك الجميلة، تأمّلاتك العميقة، أحلامك العذبة، طموحاتك الباسمة، يكون كصندوق فرح تحمله في قلبك أينما ذهبت؟ أحمد الله دائما على قناعتي بـنفسي واكتفائي بها، لست إنسانا مثاليا لكنني إنسان يحاول دائما ألا يكون فارغا؛ فارغ من الشعور والتقدير والاحترام وحتى الحب، أنا أحارب دائما حتى لا أصبح يوما مثل من يهابون الوحدة لتجدهم يتمسكون بأي عابر حتى يفقدون أنفسهم.

من منا لا يتمنى أن يقابل شخصا يشبهه أو على الأقل بقدره بـالطريقة التي يستحق؟ ما فائدة أن نعيش مع أشخاص لا يمتون لنا بصلة ولا يشبهوننا؟ أشخاص يختلفون عنا في كل شيء لـدرجة أننا نتعب كثيرا معهم لأنهم لا يفهموننا بالقدر الكافي ولا يقدرون تصرفاتنا بـالشكل المطلوب، لا أحد منهم يشاركنا أفكارنا وأشياءنا المفضلة، لا يفهمون الأغاني التي نسمعها أو الأماكن التي نفضلها، لعلي أتمنى ملاقاة شبيهي لكنني لا أنتظره؛ لأنني قادر على مواصلة الطريق لـوحدي!

مقالات مرتبطة

الوحدة ليست عيبا أو إحراجا أو دليلا على انك لست محبوبا، أنت أكثر شخص يستحق التقدير والحب؛ لأنك صادق مع نفسك وهذا الصدق هو ما يفتقر إليه البشر مثلك، على العكس، إن كنت وحيدا فإنك بطل، الوحدة لا يجيدها إلا الاقوياء، كتير منا يملأ كؤوس وقته بأشخاص لا يشبهونه، فقط هروبا من الوحدة، فهاته الأخيرة تعد بالنسبة له شبحا مخيفا، ورقعة مظلمة، لتجده يعاني بينه وبين نفسه في صمت خوفا من البقاء وحيدا، وفي نفس الوقت، تجده محاطا بأشخاص لا يشبهونه أبدا، فالمتصالح مع ذاته هو من يختار فسحة من الوحدة للعودة إلى ذاته، لتغيير قراراته وقناعاته، والجلوس رفقة نفسه، والسماع لصوته الصامت داخله، لفك شيفراته، ورسم طريقه مع نفسه بالشكل الذي يجده صحيحا.

الوحدة فن، وقصة تكون أنت بطلها، نفسك في حاجة لأن تجلس معها وتعقد معها هدنة سلام، فالوحدة ملاذ آمن لك ومرجعك الوحيد للمصالحة مع نفسك وكسب اتزانك، حتى الله خلقنا وحيدين، ومن هنا نستنبط الحكمة، بأنك لا تنتظر من الناس أن يقدموا لك طبق السعادة من ذهب إن لم تنبعت منك أنت، تعلم ثقافة الاستغناء عن كل ما لا يناسبك، لا تستقبل أي عابر وكأنك محطة، بل كن أنت القطار الأسرع في حد ذاته.

افتح قلبك وكل شرفات روحك على كل الأشياء التي تجعلك سعيدا، واهرب بمسافات طويلة عن كل الأشياء التي تعكر صفوك وتسرق سعادتك، ولا تنتظر أن يمنحك أحد يوما جميلا، تعلم كيف تشرق الشمس بروحك لتضيء كل أركانك: أمل وحياة!

1xbet casino siteleri bahis siteleri