على قدر النوايا تأتي الأقدار

صحيح أنه في الوقت الراهن، ليس من السهل أبدا أن تجد أناسا صادقين في نواياهم، بل وقد أصبحوا معدودين على رؤوس الأصابع. لا نعلم لم أصبح الإنسان في مجتمعنا يفتقر لهاته الميزة الخاصة، هل لانعدام الثقة؟ للخيبات المتتالية؟ أم لجروح لم يستطع الزمان أن يشفيها؟

يجب أن نعلم أن صادق النية لا يهزم أبدا، بل لا يقع إلا في الخير، وذلك حسب ما جاء على لسنا ابن حجر: “صادق النية لا يقع إلا في خير، ولو قصد الشر فإن الله يصرفه عنه”. ومن المعلوم أن كل شيء يمكن شراؤه إلا أربعة: الصحة، السعادة، راحة البال والنية الطيبة، وهذه الأخيرة، لا يمكنها أن تنبع إلا من بئر سحري، مكانه القلوب الطاهرة فحسب، وهم فقط من تروق لهم الحياة، نظرا لبراءة نواياهم.

قد لا تجد من يبادلك نفس النية، وربما ستجد من يستهزئ بك على طيبتك تلك، والأسوأ من ذلك، أنك ربما تجد من يجعلك محط استغلال بامتياز وغيرها من الطرق كثر، لكن تذكر دائما أن نقاء القلب وصفاء النية ليس غباء، وإنما فطرة ربانية جميلة ورائعة، يميز الله بها من أحب.

مقالات مرتبطة

ستتعب فعلا من سيئي النية الذين يحيطون بك من كل جانب، وستقهر روحك البريئة، وستفقد كل طاقتك الإيجابية، ربما ستختنق وسترغب في الفرار من العالم الذي سيبدو لك سيئا بكل ما في الكلمة من معنى، حتما ستتأذى، لكن مع كل ذلك، كن على يقين أن النوايا البيضاء لا ترتب لصاحبها سوى أجمل الأقدار، وتسخر له أطيب الأحداث، تزرع الورد في دروبه، وتصنع الجمال في أيامه، فكم من شخص رزق بنيته لصافية أكثر مما يتوقع ويتصور، وكم من أبواب عظيمة فتحت بمفتاح النية الطيبة فقط “وعلى نياتكم ترزقون”.

ازرع دائما الخير وامض، حاول أن تبحث عن الصدق الذي يغلف الكلمات والإخلاص الذي يستند خلف الأفعال، ابحث عن ثقة وطيبة لا تهزها عواصف الدنيا، واعلم جيدا أن الرفق يلين الحديد، والرقة تسكن العواصف، وصاحب الطيبة تهواه القلوب وتتفق عليه الكائنات، كن صادقا، ولا عليك ممن يشوه وجه الصدق الجميل، كن مخلصا وإن كنت المخلص الوحيد، وعليك بنفسك فقط ولا عليك من غيرك، واعلم بأنك على دوافعك تجزى، وعلى سرائرك تعطى، وعلى نواياك ترزق، وعلى صفائك تجني ثمار الرضا، وأن الحياة تبتسم للأنقياء مثلك.

حاول أن تضع دائما نية الخير في قلبك وسيتولى الله امرك، فعلى قدر النوايا تكون العطايا، ومهما تعددت خساراتك، فأنت حتما من سيفوز في النهاية.

1xbet casino siteleri bahis siteleri