لا يوجد شيء لك إذا كان ما تفقده هو الله

إن الطريق الوحيد الواصل بين أحلامنا وأمانينا هو الطريق إلى الله، فلا شيء يقف بين العبد وما يريد سوى البعد عن الله، قال تعالى: {وَمَنْ  أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}. كل النجاح والتوفيق الحاصل لنا في هذه الحياة هو أمر رباني مهما كان السعي منا، فإن لم يأذن الله فلا نتيجة لكل ذلك السعي.
وما عند الله لن يُنال إلا بطاعته ومن ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه، ولا قيمة لأي شيء نأخذه إذا كان ما نفقده هو البقاء قرب الخالق؛ فالسير في طريق يبعدنا عن الله من أجل الحصول على ما نريد قد لا يوصلنا إلى ما نريد، حتى وإن وصلنا! فما الذي قد نصل إليه؟ وما الذي سنأخذه حين نفقد طريقنا الى الله؟
تخبرني أمي بأنه كلما وضعنا الله نصب أعيننا في كافة الأمور التي نقوم بها فلا خوف علينا، وأن كل تعب يهون وربما يزول للأبد بالقرب منه سبحانه، وقد يتكاثر بالبعد عنه. وأن كلّ الملاجئ دون الله واهية، وكلّ أمان دونهُ وهم، وكلّ ما دونهُ مؤقّت وهالك، وأننا دون التمسّك بحبلِ الله، حقًّا سوف نميل.
مقالات مرتبطة
عندما نختار التعلق بغير الله ويكون غايتنا ما دونه؛ كحب الناس، وقبولهم الحصول على الأمان منهم، والسعادة والرزق أيضا منهم. يبقى فعلا أمرنا للناس، وتظل قلوبنا ضعيفة، آيلة للسقوط في مستنقع الحياةِ في أيّ لحظة.
لذا، فالإنسان يحتاج أن يرفع عن روحه الغطاء حتى تستيقظ من غفلتها ومهما حصل أن يرضى بما يعطى له، لا بما ينتظر ويريد. وإن كانت خطواتنا قليلة فالأهم أن تكون بالقرب منه، ففي كل مرحلة وفترة في حياتنا لها أرزاقها المناسبة والمختلفة في توقيتها، الله وحده وبحكمته يعرف متى يعطينا ومتى لا يعطينا.
أخبر نفسي في كل مرة كيف أن البقاء على حال واحد أمر صعب، كيف لذلك الحمل الذي قد يأتي في لحظة يقلب حياتي رأسا على عقب أن يمر ويصبح من الماضي بمشيئة الله؟ هو نفسه من يذكرني به فينشغل لساني بشكره وحمده فأستشعر قيمة وكمية النعم التي كانت في كل التفاصيل البسيطة لأكتشف أنه وإن مضى يبقى أثره ظاهرا. كل العقبات والأحزان بطريقة ما كانت توجهني نحو الحقيقة الوحيدة في هذا الكون، نحو الله كانت في كل مرة تتسلل لقلبي السكينة وكانت يد تُربت على كتفي تُخبرني بأن كل شيءٍ سيكون بخير، كانت الثقة به وبحكمته وتدبيره أقوى من كل شعور. إذا كان الله معي فمن علي؟