رسالة لكل طالب

صباح جديد، بداية جديدة، أستيقظ ليبدأ هذا اليوم من عمري، ككل صباح أفتح دولاب ملابسي لأختار ما سأرتدي اليوم، أقف حوالي خمس دقائق وأنا أتأمل الدولاب وأسأل سؤالي الاعتيادي المتكرر كل صباح: تُرى ماذا سأرتدي اليوم؟ أبدأ بالتنسيق هذا السروال يناسب هذا وهذا القميص يناسب هذا… ها قد مرت عشر دقائق من عمري وأنا أحاول إيجاد ملابسي فقط، أنتبه الساعة تُشير إلى السابعة والنصف إن تأخرت قليلا سأجد النقل المدرسي غادر، أتنازل عن وجبة الفطور وأخرج لأواجه العالم مجددا.

في طريقي إلى مكان وقوف الحافلة أصادف الكثير من الأشخاص والأشياء، لا أنكر أن الجو كان جميلا ذلك اليوم، أصل المكان فأقف على الرصيف أحمل بيدي كتابا وبصري يشاهد الغيوم الرائعة في ذلك الصباح، أزلت نظري عن السماء قليلا لأشاهد الفتيات أو بالأحرى لأتجسس على أحاديثهن، كانوا على شكل مجموعات، البعض منهن يتحدث عن السياسة وقراراتها التي تُخالف معتقداتنا ولا تكترث لتوقعاتنا والبعض الآخر يتحدث عن الأساتذة ما بين الإعجاب والكُره.

مقالات مرتبطة

يصل النقل يكثر الضجيج ويبدأ السباق؛ من سيصعد أولا لعله يجد مكانا مناسبا ليجلس فيه، يتخيل لي وكأنني في سوق أسبوعي! أضع أول خطوة لي في النقل ألتفت يمينا يسارا علني أجد مكانا أجلس فيه وحدي أنا وكتابي وحواراتي الداخلية اللانهائية لا أجد، أتخلى عن قراءة الكتاب وأنسجم في الحديث. ما هي إلى بضع دقائق حتى وجدنا أنفسنا أمام المؤسسة ليتحرك شعور في داخلي لا أعلم أخوف أو أمل أو مسؤولية هو لكنه يثير غضبي.

أدخل القسم آملة في أن أحصل على نقطة جيدة في آخر امتحان أجريته، صوت خافت ينطق باسمي فدوى، ترتسم ابتسامة على محياي وأتقدم لأمسك الورقة، فأندهش بحبر أحمر دُون بجانب اسمي ترافقه ملاحظة “ضعيف”، رباه ما الذي يحدث إنها المادة التي أحبها وكنت من المتفوقين فيها!؟

لا شك أن جلنا أو كلنا مرة من لحظة كهذه، لكن أيعقل أن يُحدد حبر أحمر مُستقبلنا؟ أمن المنطقي أن تُحدد ورقة من نحن؟ وتختصر نُقطة دُونت بلون أحمر قدراتنا؟ من أنت ما الذي يوجد في عقلك؟ ما هي خُططك وأهدافك وهل تشتغل عليها؟ ما هي شخصيتك وهل تناسب ميولاتك؟ هذا ما يحدد من أنت أما النقطة أو المعدل فهي مجرد معيار يمكن الاستغناء عنه، قد لا تحصل على نقطة جيدة سواء في امتحان الباكالوريا أو غيره لكن حبك وشغفك وخططك وأهدافك قد تمكنك للوصول إلى أحلامك بغض النظر عن معدلك يكفي أن تكون شجاعا، مثابرا، مؤمنا بأفكارك وأحلامك ولنتذكر نحن أكبر من أن تحدد ورقة ومعدل من نحن وماذا سنكون. ففي خلق الإنسان كانت فسحة إلهية عظيمة وإنه لظلم عظيم أن تقتصر ذواتنا على نقطة أو معدل.

1xbet casino siteleri bahis siteleri