ما بين القراءة والكـتابة، فُضول متّفق عليه!

لا يكاد يمر وقت يُذْكر على إجادتنا الكتابة حتى ينفق أغلب الأطفال ساعات، وهم يملؤون الورق بأسمائهم، وليس هذا بالمسعى الخائب، إنّما هي محاولة لإقناع أنفسنا بأنّـنا أسماؤنا!

هل تتذكّر تدرّبـك على توقيعك وأنت في سن المراهقة؟! في مثل هذه المرحلة، يُسلّم المراهق على ما ضيعّه في بُطُون الكتب حين أغراه المقام من زخاريف أحلام ورديّة، فأيّ طريق إلى الإيقاع يسلكه الظّنين؟ حيث تتضوّع الحروف بعطر الهجاء، لينقشع المحجوب في محاولة لتركيب المعنى على البياض البِكْر!

بعد عودتنا من كوكب “زُمُرُده”، نستفيق على آخر صيحات فضول الفضول، أو تشويق نمَطي، لجاذبيّة الأوهام المبطّنة تحت عُنوان عريض “الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم” من النّظرة الأولى، هو عرض تسويقي أكثر قيمة من ما هو تشويق بمعنى من المعاني، يستر عُرْي الأحلام الهاربة من الأبيض والأسود، إلى الأحلام الورديّة، يستدرجنا هذا الفضول للكشف عن متاهات محبُوكة تحت ما يُسمّى “التّنمية البشريّة” يتنوّع هذا الطّرح باختلاف متفاوت من حيث تناول البحث والتّنقيب في الموضوع باختلاف صُنّاع السُّـوق بالدّرجة الأولى، الكل يدلي بدلوه وعلى شاكلته، ولا يخلو هذا الشعار البارز “الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم” تظلّ علامة تجارية كغيرها من العلامات المروّجة للبضاعة، تغوص بوَعْيـِك وفُضولك الصّعب المِراس باحتراز الشّك من أجل الشكّ!

في كل ما يُعْرض على الذّاكرة، من نمطيّة تهافُت التّحفيز الوهمي المُضلّل للوعي بأفكار متضاربة بين الخيال واستحالة نَمْذجتها ولو بفكرة يمكن إسقاطها واقعيّـاً، الافتراض هو صُلب مادّة الموضُوع يقدّسون الفرضيّات ويُهملون واقعية الحقيقة، يستدلّون بشُخوص ورثوا الحِنْطةَ أباً عن جد، ويحاولون إيهامك بأنّه ممكن أن تذهب بعيداً الى ما بعد حدود كوكب “زُمرُدة” (التّقليد على سبايستون).

لا بُدَّ من جنون يقبله العقل، وصعلكة يأنسُ بها المقام، ومغامرة تجيزها الحكمة، وهذيان ينظّمه اللّسان السليط، والمتلبّس بالخجل الوقُور يخسر الرّهان! تنويم الوعي تحت طائلة التنميّة البشرية الزّائفة بالذّات، هو تشخيص لأعراض الهلْوَسَة بالعقْل الطّامِع، في تخدير يقظته مستعصيّة التنويم!

العقل السّليم في الجسم السّليم شعار واقعي يمكن الاستدلال به، لربط جدوى المضمون وتضمين معنى السّر المكنون في هذا الصّدد. هي من صلب الممارسة، أي ضمن سعي الإنسان الدائم إلى التطور وتجاوز ممكناته الذاتية، أي تخصّص من التخصّصات يُدرس بالعلم ويعرض بالفهم ويتداول بسيرورة التّعلّم والمُمارسة، كُلّما زادت الأوضاع تعقيداً كلّما احتجت لإجابات بديهية على أسئلة بسيطة، إحساسك بأنّك تملك إجابات ما لتخمد بها نار تساؤل شاغر التشويش! سيساعدك على اكتساب ثقة وهمية والبحث عن قوى مستترة لإيجاد حل وإجابة لما هو أعقد بكثير!

عندما تواجه مشكلاً أو عائقاً يتجاوز طاقتك، لا توجّه طاقتك خارجك لتواجه المشكل مباشرة، بل وجّه طاقتك داخلك كي تستخرج الإمكانيات الإيجابية المتاحة في المشكل، أفضليّة إعمال العقل، العقل الذي يفكّر في الواقع هو جزء من هذا الواقع، واتّخاذ المسافة هو التمرين الممكن والصّعب.

لذلك فالعقول يلزمها التريّض بإمعان الفكر، والتزوّد بطاقة التقيّد بسلاسل الحكمة، فتطبيع العقول حسب الأفكار، وتناولها لمختلف الأطوار، يحتاج لاستيعاب أكثر وفهم أقدر وعلم أكبر .

وكما أن العقل قيّادة، فالطّباع قلادة، مُعلّقة في سلوك الإنسان وتظهر بلا استئذان. لذلك يجب تعقيل الطّباع وتهذيبها ومحاولة صنع إطار من الرّزانة، وننزع عنها الحصانة، فلا تكون فوق السلوك بلا راعٍ، ولا نكبُتْها بلا داعٍ.

1xbet casino siteleri bahis siteleri