شاعِـرِيّة الإيمان…والصّبر لا يُقصى!

زُجاجية التّكوين في ضوئيّة المعنى، داخل استعارات لغوية بسيطة ملتهبة بتفاصيل بانُوراميُة، تُحاكي المشاهد الرّاهنة بخلفياتها الرّمادية الغامضة، إلى مشاعيّة ألوان الخريف…لفظيّة المفصوح في شبكات الاستعارية، والتّشبيه المشبّه المِفْصلي بين الذّات، أمام مشاهد من اليومي يَتحمّلها الوعي بتأنٍّ حذِر، وتأويل يقِظ لما يستقطبُه من تفكير سلبي مقصود وغير مقصود!

لكـلّ منّا حُلم يتكرّر لأمور يخرس عنها التعبير، لعلّنا نتحرّر منها في اللّاوعي…لكلّ منّا فجيعة لا تظهر إلاّ في بُعْد خاص، لِذا لا تُصدّق أنّ أحداً يُحدّق في الفراغ، اغتراب شُجاع، مثل أن ينظر المرء إلى شيء ويُفتَتن به، ذُهول منفلت العنان، يرتجف في ذروة الصّمت ليَجمع الكلمات، باء الكتابة تهوي، الكلام عصِيّ والنهار أبكم، الصّدى في غفلة، والصّوت في مأتم ولا يتساكت الصّمت، نقطة الصّدى، ومضة تشعّ ثم تمضي سريعاً لتبْرَأ المكان من وحشة الصّمت…

الغروب ورغم لمسته الفنّية، يجعل الإنسان تائها غريبا، ربّما يعبس اللّيل مرّتين، وتجوع الأنامل، ربّما يقرأ المصباح هزائمنا، يا جائحة الدّهر ربّما بعدك لا نلتقط أنفاسنا! هناك تفاصـيل كالشّمس يحضنها الغروب، الشمس تعرف عند الغروب كيف تشرق، وكأنّ الليل مرسال الماضي والمستقبل معاً، يشتّتُنا بين قصصنا التي عشناها والتي تنتظرنا وبين حنيننا لذكرياتنا ورجائنا للهروب منه، بين أحلامنا وبين من كُنّا عليه ومن سَنُصبح، تفاصيل صغيرة، مُنزّهة لا يمسّهـا شُحوب، تفاصيل غالية على القلوب، تفاصيل جميلة كجمال آنسـة عروب، تفاصيل العـيش بها يطيب، والحديث عن كُنهِـها يليق ولا يليق، تفاصيل لطيفة تترك على قلوبنا سعيا ودبـيبا..كالتّمتّع بأفضليّة الصّبر الذي يتعلّق بالغيب، لذا يستمدّ جماله الفريد من ارتباطه باللّه، وليس بصفته ممارسة حياتيّة، وعزيمة الأمل الممزوج بالتفاؤل تجعله خُلُقاً رفيعاً لا يستعمله إلاّ ذُو النّفَس الطّويل ممّن يروْن في الصّبر فُرصاً خفيّة لتزكيّة النّفْس وتهذيبها!

مقالات مرتبطة

لحظات اشتد بها الوجد إلى الوجد والى الضّوء الآتي من البعيد، الضّوء الذي يأتي بعد الظّلام وهو يفوح بصباح الليل، هناك دائماً رائحة ضوء مجهولة ممتلئة بحب عظيم في مكان ما: هنا، هناك، هنالك، ولا لزوم لأن نعرف أين؟! نرى ونتأمّل ونُحب أكثر.

ننشد الأمل بتَفاؤل مسترسل للأيام الحاضرة والقادمة ولا نسأل أحداً عن علاج فَرُبَّ “مَرَضٍ” به تُشفى النفوس الحائرة! وكيف لك أن تدرك الصواب من الخطأ، وهل لِزامٌ عليك أن تنثني عن دعوتك لكثرة العوائق بطريقها، أم عليك أن تنظر لتيسير اللّه لها ولو كان طفِيفاً، وتطمئنّ لأنه سبحانه لا زال يَهديك للدُّعاء رغم شُحّ النتائج؟

إنه بلاء، بلاء لا يَبلغه إلاّ قويّ الإيمان، الذي أعطاه ربّه جهادًا عظيمًا لفطرة اليأس البشري بعد تكرار السقوط! للَّه في كل ما يمر بروحك شأن عظيم، فلا تقل “وكيف أصبر على ما لم أحط به خُبرًا”، ولكن قل “ستجدني إن شاء اللّه صابرًا” لأن (عدل اللّه) يقتضي الإجابة، فكيف (برحمة اللّه)؟! {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ْ} [مريم:4]، ونِعْم باللّه، تمَسَّك بالدّعاء كأنّك لم تعرف علاجاً غيره، إنّ اللّه لا يرد دعاء عبد ظنّ به خيراً.

1xbet casino siteleri bahis siteleri