إذا لم يكن المكان مناسبا..اجعله كذلك!

هل سبق لكم أن أحسستم بذلك الشعور؟ الشعور الذي يكتسيك ويستولي عليك عندما تكون في المكان الخطأ، المكان الذي لا تنتمي إليه، المكان الغريب الذي أخذك إليه القدر، وجرتك إليه الصدف، وحتمته لك الظروف، في ذلك المكان، لن تجد أحدا بجانبك، ستجد نفسك وحيدا، ستحارب بمفردك، وستعاني كثيرا، ستبذل ما في وسعك، وما في جهدك، ستجتاز خطوات عديدة وصعبة لتخرج نفسك منه، لتأتي خطوة واحدة، تعيدك إلى نقطة البداية، إلي بداية المعاناة التي لطالما كانت تخيفك، والتي بدأ منها كابوسك.

المحزن في الأمر، أنك الوحيد الذي سيبدو لك الأمر كذلك، لن يشعر بك أحد، ستبدو لك كأنها النهاية، ستبدو لك الأمور صعبة، سترى تلك المعركة من بعيد وستقول في نفسك، لا ليست هذه معركتي، لا ينبغي علي الخوض فيها، لماذا سأبذل جهدا في مكان لا أنتمي إليه، في هذه اللحظة ستسمع صوتا خافتا في رأسك يهمس لك ويقول: “من قال إنك لا تنتمي إليه، من قال لك أنها ليست معركتك، إن لم تخضها فمن الذي سيخوض فيها؟ وإن لم تفز من الذي سيفوز؟ اعط لنفسك فرصة، امنحها بعض الوقت” ذلك الصوت سيساعدك على إدراك تلك الحقيقة، التي لطالما صعب عليك الوصول إليها، حقيقة انتمائك لذلك المكان، ومن ثم ستبدأ بالتعلق والتشبث به.

مقالات مرتبطة

كلنا لدينا وجهة وهدفا نطمح لتحقيقه والوصول إليه، لكن مجرد معرفتنا لوجهتنا، لا يعني بالضرورة أنه بإمكاننا الوصول إليها، لكن في المقابل، سنصل إلى وجهة أخرى، فلطالما كانت الحياة كمحطة قطار، ولكل منا قطاره الخاص الذي سيوصله إلى الوجهة المقدر له العيش فيها، لكن بسبب ظرف من الظروف، قد يفوتك القطار الذي كنت تحلم أن تركبه، لتضطر إلى الركوب في قطار آخر، لا شك أنك ستشعر وكأنك في القطار الخاطئ، وستفكر في اتخاذ قرار القفز من القطار، أو قرار التوقف في أقرب محطة، لكن، إن لم تنتهز فرصة وجودك في ذلك القطار، قد يكتسيك الندم لعدم تمسكك بها، ففي بعض الأحيان قد يقودك القطار الخاطئ للمحطة الصحيحة، يقودك إلى محطة يخبئ الله لك فيها مفاجآت ستجعلك تبكي من شدة الفرح، وتجارب لم تتوقع يوما أنك ستجربها، لذلك، يجب عليك فقط أن تتحلى بالقوة والصبر، كما يجب عليك انتهاز كل الفرص، لأن كل هذا سيمر لكن الشيء الذي سيدوم هو النتيجة.

“أينما زرعك الله أزهر” مقولة لطالما رددناها وتداولنها، لكن حينما تشتد علينا الأمور، ويحين الوقت لتطبيقها في حياتنا، ننساها ونرضخ لحزننا وفشلنا، ونبدأ في مقارنة حياتنا بحياة شخص آخر، الذي غالبا ما يكون في المكان الذي تمنينا أن نكون فيه، ولكن هذا ليس حلا. بل الحل هو المقاومة والمواجهة، حتى لو اشتدت الرياح، وتهاطلت الأمطار، فقط لنقاوم ونزهر، لأننا في لحظة ما سنحصل على هدية جميلة، تجعلنا نحب المكان الذي كنا ننفره ونكره وجودنا فيه، وتلك الهدية قد تكون مكافأة الله لنا، على إيماننا وصبرنا وتعبنا.

1xbet casino siteleri bahis siteleri