عن الإحساس الذي يُشعرُك بأنك تطير فرحا، حيث تصير معه روحك خفيفة جدا، تشعر بأنك قادر على إيجاد الحلول لجميع المشكلات التي يمكن أن تواجهك، فيُبث الأمل فيك من حيث لا تدري، وتظن نفسك قادرا على تجاوز العقبات.
يكون السند عندك موجودا، يشد على يديك بقوة ويخبرك أن تفعل، أن تتجرأ على الحلم وكفى. تخبره عن أحلام لا يمكنها التحول إلى حقيقة، لكنه ينظر إليك بعين مطمئنة ملأتها العزيمة ويقول: “كل شيء ممكن ما دامت الإرادة لديك”.. يشد على يديك بإصرار ويحثك على اتخاذ الخطوة الأولى. تنظر إليه خوفا وينظر إليك تشجيعا، تخاف أنت من عدم القدرة على تحقيق المراد، ليرد عليك أن افعل ولا تخف، فيدفعك بكل الحب الممكن لتصل إلى قمم النجاح.
بمجرد أن تقف رجلاك على أرضية القمة، تجد نفسك تبحث عنه وسط الجميع، فتجده ينظر إليك هو الآخر بإمعان، ونظرة الفخر تعلو محياه، وفي تلك اللحظة يشن حشدا من التصفيقات إليك، فيكون أول البادئين بالتصفيق وآخرهم. هو سند نحتاجه جميعا لنصل، لنثق في أنفسنا وننطلق، لنبلغ أهدافنا ونحقق الطموحات التي لطالما أجلت لأسباب ودوافع مختلفة.
وأنت، ستصادف هذا السند يوما، لتشعر بأنك قادر على السفر عبر الزمن، حيث ينقلك في نفس اللحظة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأنت لا تفقه شيئا، يكون تأثيره عليك كالسحر، تعود قليلا إلى الوراء لتستجمع بقايا الأحلام التي تركتها متكدسة هناك وذهبت، تجلبها معك وتضعها مشتتة أمامه في حيرة، رفقة الكثير من الأفكار، كلمات لوم عن التخلي والرحيل، تخطيطات شتى وأشلاء خوف وبعض من الرغبة.
ما الذي سنفعله الآن؟
تتساءل..
فتراه يهرع إليها، يُلملم شتاتها ويحاول ترتيبها عنك الواحدة تلو الأخرى قائلا: “دعك منها سأتكلف بكل شيء”، ثم يدعوك إلى التخمين في التصريحات التي عليك التفوه بها حينما تسلط الأضواء عليك، يوم تحقق الإنجازات التي ظننت أنها ذهبت سدى فصارت مستحيلة التحقق، يدعوك إلى التفكير في التفاصيل، ما الذي عليك ارتداؤه ويعلمك كيف تسير بخطا واثقة أمام الجميع لتقول: “ذاك الحلم الذي بات غريبا عني يوما، ها قد صادقته وحققته” يجعلك تعيش أحداث تحقق ذاك الحلم لتلمح شعاع الأمل حتى وإن جهلت الطريق إليه.
ذاك السند، سيدعوك إلى الحلم بكل ما أوتيت من قوة، فيجعل الطريق أمامك سهلا، ويمهدك إلى التفوق، لأنه يرى فيك تميزا لا يستشعره الآخرون، ولهذا سُمي سندا. كلما ملت قليلا صحح مسارك، وكلما خارت قواك حملك وحثك على النهوض، يأتي ليخبرك عن قوتك حينما تظن أن فيك ضعفا ووهنا. يخبرك عن الأشياء الجميلة فيك كلما ظننت نفسك بشعا. يخبرك عن جمال العيون التي يليق بها الفرح، وعن الشفاه التي تضيف البسمة عليها سحرا، عن قلب لا بد أن تشغله الطمأنينة، وعن روح صافية.
الجميل في الأمر أن حضرته مطمئنة، وغيابه لا يضر، قد يختفي عن ناظرك لداع ما لكن آثار النحاج التي تركها فيك لا تغيب، والآمال التي بثها فيك يوما ليست قابلة لأن تتعرض إلى خيبات، لأنه علمك كيف تتوقع، وكيف تضع خططا بديلة لتُحقق حلما. ولا بد لإحدى هذه الخطط أن ينفع، ربما الأولى، ربما الحادية عشر، وربما المئة، ليس لك أن تعرف، لكن القواعد التي وضعها يوما وعلمك إياها كفيلة بمساعدتك وشد جأشك حتى في غيابه.
حسنا دعنا نكون أكثر واقعية، الأمر ليس سهلا هكذا في غيابه، فرغم كل هذه الحسنات من الأمور، غيابه يظل مقلقا، لأن المكان الذي كان يشغله وتركه الآن سيظل فارغا إلى ما لا نهاية، سيشغل حيزا كبيرا جدا من حياتك، سيظل ظاهرا ملحوظا لا يشغله الحاضرون مهما كانت مكانتهم وقرابتهم.
لكن صدقني، الطاقة المحاطة بذاك المكان كافية، قادرة على حملك لتطير من جديد، وعلى حثك وشد عضدك لتتحمل الأعباء من جديد، لتتصدى لكل المشكلات التي من الممكن أن تواجهك في غيابه.
وأنت ستلتقي به أيضا، بذاك السند الذي لن تكون أنت نفس الشخص قبل وبعد الالتقاء به. السند الذي ستحيى بفضله بواقع أحسن، وبآمال جديدة، وأحلام قابلة للتحقق مهما صعبت.