بين الإبادة الجماعية في غزة وحرب السودان: دم الأمة الذي لا يتوقف عن السيلان!

1٬051

هذه أمتي التي أنظر إليها بعيناي الغائرتين، وببصيرة تأمل أن تجد غدا من ينقذ هذه الشعوب المغلوبة التي خذلتها الأنظمة وعذبتها قوى الكفر والطغيان، فقادتها إلى حافة الموت والذل والقهر. تذرف عينيّ دمعة مؤلمة، وقلبي هو الآخر ينبض بشدة وبقوة، لا والله ليس مرضا مزمنا أو ما شابه وإنما الغضب الذي يتولد داخلي كل يوم، ويجتاح تفكيري وكتاباتي ومشاعري.

لك الله يا أمتي، ووالله نعلم أنك تحملين هموما ومتاعبا كالجبال، صابرة ومرابطة إلى أن يشاء الله ويبشِّرك المولى عز وجل بالنصر وبزوغ فجر جديد يملؤه الهناء والوئام، إنه هو العليم الحكيم والحمد لله حمدا كثيرا.

يا أمتي الحبيبة والغالية، يا شعب أمتي، إني لأكتب لكما ولا أعلم كيف أعبر وكيف أصف، أشاهد ما يصيب أمتي يوميا وأبكي، وهل البكاء يفيد يا سلمى؟ لن يفيد يا قلمي، لن يفيد! أعلم ذلك وأستوعبه ونسأل الله أن يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء.

أمتي، لن ننسى كل هذه المشاهد، لن ننسى المجاعة في السودان وغزة، لن ننسى كل هذا الظلم وكل هذه الانتهاكات. لن ننسى كل خائن، وسنتذكر بشدة هؤلاء الثلة من الجبناء ممن كان بمقدورهم المساعدة وتغيير أوضاع أمتنا الشريفة، ممن قادوا إلى هذا السوء وهذه الأهوال الكارثية. لن ننسى ازدواجية المعايير والأسس والمبادئ لدى الغرب الكاذب الذي عمل منذ سنوات على إحياء صورة الإنسانية لديه، وها هي أحداث اليوم قد جاءت لتكشف لنا جزءا من حقيقته المخفية والخطيرة، وما خفي كان أعظم وأكبر. أمتي، لا ولن ننسى أنك أمة بوصفك إسلامية وعربية مناضلة ومجاهدة قد عانيت الكثير والكثير لكنك بإذن المولى عز وجل صامدة وقوية كما عهدناك في كل مرة بل عند كل محطة تاريخية اطلعنا عليها.

آه يا أمتي، لقد تعالت الأصوات علينا وصرنا نلقب بالقطيع، ما الذي أصابنا وأصاب أمتنا؟ أأصبحنا نؤدي ضريبة ضعف الأنظمة وفسادها، أو اندثار القيم والأخلاق داخل مجتمعاتنا العربية، أم هو بعدنا عن الدين وعن الخالق. إنه واقع فعلا يتطلب منا أن نقف ولو لدقيقة لنتأمل معا هذه الكوارث التي هزت أمتنا منذ أمد طويل. ألا يحق لنا كشعوب أن نندفع نحو انتفاضة عالية وقوية، أن نتجرد من كل هذا الخبث الذي نلبسه ويلبسنا وأن نعيد مجد أمتنا، ألم يأت الأوان لننفض غبار الرذيلة التي التصقت بنا وشوهت عروبتنا؟

إننا في حاجة أكثر من أي وقت مضى، أن نتحد جميعا وأن نعمل سويا على خلق فرصة تغيير واقع أمتنا، علينا أن نتحرك وأن لا نغرق في شهوات أنفسنا وملذات ما يحيط بنا. إن الأمة تتألم بشدة ولا داعي لوصف حجم ألمها إذ كلما اطلعت على شعب دولة عربية ما وجدته يعاني معاناة كبيرة وصعبة. وقضية السودان هي قضيتنا أيضا، شأنها شأن قضية فلسطين والإبادة في غزة. إنني أود بقوة كما يود إخواني وأخواتي أن نرى أمة مزهرة، لا تحيط بها الأحزان والألم. وهذا حلم واقعي سيتحقق ما دامت هناك إرادة عربية حرة تنبض بداخلنا. لنستغل مزرعة الدنيا الفانية للآخرة الباقية، فداك يا أمتي!

ستنتظر هذه الأمة كما انتظرت منذ سنوات إشراقة عظمى، ونورا ساطعا من فجوة الظلام، وأنا أؤمن بشدة أن هذا الجيل هو من يملك المفتاح السري لحل هموم أمتنا. نعم، هذا الجيل العربي الذي يوصف بأشرس العبارات والصفات، وكما يقول البعض جيل لا قيمة له، لكن بحول الله سيكون الجيل الذي سيحيي ما مات وسيسقي ما ذبل بإذن المولى. وأنا أسميه “الجيل المعجزة”.

وهذا مقطع من قصيدتي البسيطة، لعلها قد تكون أبسط هدية لأمتي الحبيبة، ونسأل الله أن ينصر هذا الأمة نصرا معززا مكرما.

فجر الأمة:

يخطو فؤادي على درب ديار أمتي فيسير كالولهان

حبه يكسر سيف الكفر يمحو به قطرات الشر والطغيان

مقالات مرتبطة

التَّاريخ

الأضواء والتاريخ

مقال عن المقالة

أمة ذاقت عذابا وتجرعت كأس الخيانة والخذلان

 دم أحمر يسيل على حافة أمتي زينةَ الجدور والحيطان

أم غزاوية تقبل بدفءٍ ما تركه الشهيد من قمصان

وطفل سوداني مجروح يودع حمامة الحنان والاطمئنان

هذه أمتي بارة بوعدها صانعة الأبطال والشجعان

 سلوا عن ألام نزفت سلوا أحجارا وأشجارا في فلسطين والسودان

يا مسلم كبِّر وخد الكتاب بقوة وكن على الله متوكل ومستعان

وقل لبيك يا أمتي ها أنا أحررك من غربي كاذب وصهيوني جبان وحيوان

ولو أتوا بكنوز الدنيا وبقصورها وبعرش السلطان

لا نسيان لما حلَّ بأمتي لا والله لا بيع لشرف ولا لكرامة ولا لأبدانٍ

وسلام على من مرَّ بأمتي فترك بصمة البسمة والحب والإيمان

 

1xbet casino siteleri bahis siteleri