ديسمبر، الفرصة الأخيرة

إنّ الشعور في ديسمبر بارد تماماً مثل طقسه، والناس على أحر جمر لنهايته، معظمنا يشعر بضغط شديد، وبعضنا تصيبه حالة من الملل التام لأجوائه الهادئة، ومنا من ينتظر مروره وخلق احتفالات كأن الواحد من الشهر الجاري سيأتي كبلسم لإصلاح كل الأشياء التي مرّت على طول السنة من أحداث، من فرح وحزن، ثبات وانهيارات، حب وفقدان.

يأتي الشهر الأخير من كل سنة ليوقظ الشعور، وكأنه يأتي لمراجعة كل الأحداث والتطورات والعقبات التي مرت على طول السنة. لكنّ الشيء الأهم أن نتجدد، ألا نعيد السنة الماضية بأحداثها، أن نتعلم كيف نتجاوز العقبات وألا نكون ثائرين على كل شيء، نتقبل الخذلان وحقيقة أننا مجرد عابرين في حيوات بعضنا البعض.

مقالات مرتبطة

هذا الشهر هو الفرصة الأخيرة لوضع خطط جديدة من أجل التجدد، خطط من أجل مسلك جديد، لا يوجد فيها لا أصدقاء، ولا عائلة، ولا حتى شريك، فقط أنت، رحلة البحث عن التغيير. لا نعيش في عالم الأفلام، لن يأتي أحد في لحظات رحيلك الأخيرة ليخبرك بأنه لا يستطيع العيش من دونك، لن يتصل بك أحد ويخبرك أنه يحس بأنك لست بخير، الأشرار لا يخسرون دائماً، والطيبون لا يربحون معركتهم الأخيرة، ويحققون حلمهم الكبير، الوعود تقطع ولا تنفذ، والأصدقاء لا يربتون على أكتاف بعضهم في كل انتكاسة أو انهيار نفسي، الجثث التي تراها في الأفلام الحربية وأفلام الأكشن ستعود لبيتها وتشرب الشاي وتنام بهدوء. لذلك، كن هادئاً لضمان قضاء ما تبقى من حياتك آمناً مطمئناً وبأقل الأضرار.

مع بداية العام الجديد كل ما أتمناه هو أن نكُفّ عن خلق الجراح لبعضنا، أن نتوقف عن إرسال الكلمات والأفعال التي تكسر روح ووجدان بعضنا، أن نغير من سلوكنا وتعاملنا مع الغير، أن نصبح أكثر لطافة ولباقة في التعامل وفي الكلام بل وحتى في النظرات، أن نزيل القسوة وأن يملأ الأمل قلوبنا، أن نستغل هذه الحياة في شيء يعود بالمنفعة علينا وعلى غيرنا، أن نعطي الحب وأن نتصرف بحب وأن نحيا ونعيش بحب، أن نشرع في التخطيط لتحقيق الأحلام التي لطالما خلقنا الأعذار لتأخير تحقيقها، وأن نصرف خوفنا من الأشياء قبل وقوعها ونصرف فكرنا وخوفنا من الغيبيات. أن نؤمن أن البلاء إذا نزل ينزل معه اللطف. ونغادر كل من حطم فينا شيئا أو أطفأ بنا وهجا، ونعلم أن القوة والشجاعة والثقة تكتسب مع كل تجربة تتوقف حقًا لتظهر الخوف في وجوهنا.

أخيرا، أتمنى لكم سنة مليئة بالحب والعطاء والسلام، أن يكون العام القادم بلسما للرضوض التي أحدثتها الشهور الماضية في أرواحنا جميعا.

1xbet casino siteleri bahis siteleri