هنّ أمّ الحديث

تُخبرنا الحياة أن الأمل موجود ما دام الخالق يُنزله من السماء إلى الأرض، تلك الوردية تُريد منا الصبر والقوة، ربما افتقدنا الكثير من الأشياء الجميلة في زمننا الحالي، لكن السبب راجع بالأساس إلى المرء وشره، نحن لا نسعى لعيش الافتراض وترك الواقع، بل نختار ما يُريح قلبنا وضميرنا فقط.

كانت الحياة طويلة على مر الزمان، حيث كان الأنبياء والرسل يعيشون تلك الحقيقة الوردية التي أصبحت كذبة يضحك عليها السفهاء وينتظرُ عودتها العظماء، ومع انتشار الفاحشة والمُنكر صارت الأيام تُلاحظ ما بقي منها وكأنها في القريب العاجل ستقوم، حتى تلك الثانية التي قدست نفسها لم تعد لها قيمة، لو يُدرك المرء أفعاله ومشاعره قبل أن يُلطخ جسده بدم غيره أو يأخذ بقايا النفايات القذرة، سيكون الوضع مختلفا من ناحية إيجابية سليمة، تُخبرنا أن الوعي حاضر والنضج بدأ يُخرج ثماره، وكما أقول دائما: “إنها الحياة وليست الجنة”.

هي عبارة راقية تُشدِّد الإيمان بالله سبحانه وتعالى، تُركِّز على الآخرة قبل الدنيا، وتُقوِّي حقيقة هذا الكون، أما أنا قلمي يكتبُ وجداني كي يُعبر لكم عن حبه ثم يقول: “الجمال ساطع في أرض الله، كيف حال السماء؟! تَطير في السماء حيث التمنِّي يأكل القلب برغبة شديدة في رؤية الله عزَّ وجلَّ، كل الألوان بيضاء وكأنها الجنة رغم أننا نسمع عنها الكثير، بينما الأسفل كان غريبا!

لقد أحدث الكثير من الفوضى في وجه العامة! إذا تعمقنا جيدا في الباطن نجد العجائب، عندما حاولتُ التحدث عن الواقع ونشر الحقيقة كما هي، رفضوا ذلك وكأنني ملزمة بالنفاق الاجتماعي أو التظاهر بجمال الخيال، نحن نعاني من أمور كثيرة لا يتقبلها المنطق، سبب كل هذا واضح لكن المرء في غفلة متعمدة، نحن بأمس الحاجة إلى العلم من علماء قادرين على التحكم في النفس والأفكار، لأن المفاهيم انقلبت على وجهها عمدا! لماذا نسخر من العلم بتكبر؟ لماذا نرى المظاهر المُنمَّقة؟ ولماذا نعشق نمطية غبية ترافقها تفاهة طاغية؟

الكثير من الأسئلة يطرحها العقل ليس لها جواب محدّد لحد الآن، نريد معرفة ما إذا كانت الأسباب مادية محضة أو معنوية مجهولة، أظن أن كل ما سبق مرتبط ببعضه البعض، نحن نتحدث عن كل ما يدور في العالم من تفاهة، نمطية، نفاق، جهل، ومن تقديس خطير للمظاهر الخدّاعة، لا يمكن تجاهل أي مشكل من المشاكل المتراكمة ضده، لا يمكن مناقشة الوضع دون تحديد السبب، أعتقد أنه واضح! هناك خلط رهيب بين الواقع والافتراض، بين الحقيقة والخيال، أصبح وضع المرء محرجا حيال الأمر، وكأنه يريد الوردية مجانا! ذاك الخلط الرهيب أحدث العديد من الكوارث الطبيعية والإنسانية، بحيث صارت الأمور تمشي حسب الافتراض والخيال فقط! لكن هل هذا هو المطلوب حقا؟!

أنزل الله تعالى كتابه العزيز يحمل آيات محكمات لخلقه، فيه الصحيح والصواب، الحقيقة والواقع، ثم الوردية المطلوبة لا المرغوبة، أخبرنا سبحانه وتعالى بكل أمور الدنيا، وعلّمنا تسييرها بطريقة حكيمة بسيطة، لو تمعّنا جيدا في كلامه العزيز، وجعلنا الحواس تتنفس عمقه، سنعيش بسلام تام وإيمان قوي دون اللجوء لطريق الوهم والخيال.

رسالتي واضحة تحمل كل الحب والخير لك أيها القارئ، رغم قسوة الواقع في الكثير من الأوقات، إلا أن الحياة وردية تغطي كل السواد المحيط بنا، ما علينا سوى رؤية الصعاب بإيجابية وأمل، ثم “إن الرجوع إلى أصل الوجود حق”.

1xbet casino siteleri bahis siteleri