في الألم أمل

دَمع كالغمام، فُؤاد كالحريق، حُزن كالموج يُغرق المركب، وانعدام للأمل كجذر للقلق ونقيض للسعادة، تركيبتنا النفسية حالياََ بأمس الحاجة إلى الأمل أكثر من أي وقت آخر، فهو وقود محركنا الذهني والروحي، ومن غيره يتوقف الجهاز العقلي كله أو يموت جوعاً، البشرية الآن تُعاني من اكتئاب يُدمّر قريتها الصغيرة نظراً لتفاقم قلة الإيمان، وتعيش في نمطية تستغل أفكارها البسيطة قبل طاقتها الضعيفة، لماذا الهلاك؟

أظن أن لا شيء يستحق كل هذا العناء! الأمر جله بيد ﷲ فالحل عنده والاختبار عندنا، لن يكون التغيير نحو الأفضل هكذا، لن نستطيع مقاومة الظروف بإيمان ضعيف إلى حد لا يصدق، ولن نحقق أهدافنا وأحلامنا وسط كومة من المشاعر السلبية، ما الحل؟! ابتعدوا عن السلبيات متوجهين نحو الإيجابيات، حَوِّلوا الهلع إلى الإيمان، التوتر إلى الهدوء، الحزن إلى السعادة، والوسواس القهري إلى خلوة مع الذات، هناك الكثير من الأشياء الجميلة للخروج من مستودع الأمراض القاتلة، مثلاً.. إعداد وجبات صحية للمناعة، التفنن في الهوايات المفضلة، مشاهدة أفلام وبرامج ثقافية، ممارسة الرياضة، الجلوس مع العائلة الغالية، تبادل المواضيع مع الأصدقاء، البحث عن أشياء جديدة تحفز الذات، التقرب إلى ﷲ بالصلاة والدعاء، أيضا قراءة القرآن الكريم، والعديد من الأعمال الصالحة للفعل، امسحوا دموعكم ووَدِّعوا المآسي والهموم، “لأن الحاضر فيه خير والقادم أجمل بإذن الله”.

مقالات مرتبطة

صراحةً بعدما رأيتُ أن الجميع يُعاني في صمت، قررتُ استغلال الأمل لمواجهة الألم، علماً أنني الأكثر منهم حزناً أو ربما فقدتُ شيئاَ وسأعطيه بقوة، ومثلما أقول دائماً إذا كانت في كتابتي حياة وردية لن أبخل حتى أُدفن، وبإذن الله وقوته الفرج سيأتي في القريب العاجل فقط صبر قليل، صدقوني الله يعلم أن الجميع يحلم فوق الخيال، وهذا أمر غريب بعض الشيء بالنسبة لي بعدما ردَّدتُ عبارة “آمن بالموجود”، أقصد أن أفضل شعور في الكون هو التمتع بالموجود وعدم النفرة منه، أما أبشع شعور في الحياة هو التأمل في المزيد ونسيان الكائن والمكنون، طبعاً هذا سبب رئيسي في تَحطُّم الآمال الكبيرة التي تقتل النفس، ومع الأسف تبقى الأحلام كثيرة لكن الصبر قليل، لا تستسلموا أمام الواقع المر الذي نتذوق طعمه كل يوم، فالشهيق يحتاج للإيمان القوي، والسعادة المتحررة من الأشرار، أما الزفير يحتاج للسموم المحاطة بالجهاز العصبي، والسلبيات المتراكمة بالحواس الخمس.

إننا نعيش في زمن الأحلام النقية رغم الإمكانيات البسيطة، نحن الآن أكثر حرية وبحبوحة من أي جيل سابق في تاريخ البشر، لكن كل شيء يبدو لأسباب عديدة كما لو أنه سيء إلى حد فظيع، تلك فقط نظرة تدمر النفسية وتحيي الطاقة القوية للعمل الشاق قصد الوصول بالتمني والعزم، أنتَ أيها الشخص العاقل اجتهد بذكاء، فكر بمنطق، اعمل بجد، ركز بعمق، اضحك بافتخار، اسقط بحذر، ولكن لا تفشل برغبة، وتذكر دائماَ أن “الألم يولِّد الأمل”.

1xbet casino siteleri bahis siteleri