الشباب والمستقبل: أية وجهة؟

528

المستقبل؛ هي كلمة كل العصور ففي أي قرن كنت وأي مكان وُجدت تجد الناس تجاه المستقبل ثلاثة أصناف: صنف يتخوف من هذا الوحش المسمى “مستقبلا” ظانا أنه سيأتي بمزيد من التكاليف والمسؤوليات التي ستثقل كاهله لا محالة، وصنف ثان يرى في المستقبل كل الحياة وأن كل لحظة يقضيها هي “فدى” لهذا الزمن المنتظر ففيه تتحقق الأحلام والمنى. أما الصنف الثالث فهو صنف “التائهون على هذه الأرض”، كل أيامهم شبه بعضها والغد سيأتي ويمر كما مر يومه وأمسه.

السؤال هنا: أي صنف من السالفة ذكرها يندرج اسمك أنت؟ قد تقول: لا أجد نفسي في أي منها، فلي مرجعيات ومبادئ أحتكم إليها قد لا تتوافق مع أي من هذه الأصناف! وهنا بيت القصيد، من قال إن طريقك الخاص يجب أن يخضع لمعايير متفق عليها في النظام العالمي أنها “معايير النجاح” التي لا يجب الحياد عنها؟!

ما سيأتي من الكلام هو عصارة لتجارب وقراءات عن نظرة الشباب للمستقبل، هاتين الكلمتين اللتين أصبحتا متلازمتين بشكل كبير، فكثيرا ما نسمع عبارات من قبيل “ما ضَعُفت أمم نهضَ بها شبابها”، أو “ما خافت أمة مستقبلا مادام شبابها في مقدمة النهضة”.

فجلست أفكر مع نفسي: أي مستقبل أبتغيه لأمتي؟ كيف أبدأ من ذاتي لأكون قدوة لغيري في مسألة التغيير نحو الأفضل طبعا؟ ما طموحاتي المستقبلية المتعلقة بي خاصة وبالأمة بشكل عام؟ ثم ما دور كل منا في التغيير؟

القاعدة الأولى: التاريخ عمود المستقبل!

لا يمكن أن تنهض أمة بدون معرفة تاريخها، وكما يقول رفيق العظم: “وإن أمة لا تعرف تاريخها فأحرى بها أن يتنكر لها الزمان، وتذري بها الشعوب؛ لجهلها بماضيها، وأن تنكرها الإنسانية، وتنكرها السماء والأرض”. ومن أعظم الأفكار وأنجعها بالنسبة إلي في هذا المجال بالخصوص، فكرة الاستثمار في التاريخ؛ لتعريف أبناء الأمة أولا بتاريخهم ثم لإشعاعه في باقي مناطق العالم على اعتبار أنها فكرة مربحة في مجال السياحة.

القاعدة الثانية: أنت هويتك، وهويتك أنت!

مقالات مرتبطة

فعلا، الانفتاح على الثقافات المختلفة أمر جيد خاصة في هذا العصر. لكن أن تفتح جوارحك باتجاه ثقافة جديدة، وتنسى أصلك أو تهمله أو لا تفتخر بالانتماء إليه، فهذا إهانةٌ لك بكل ما تحمله من معنى. لذلك، فالقراءة والبحث في تاريخك وثقافتك ومنجزات أجدادك واعتزازك بهم وبدينهم وتاريخهم هي الخطوة الثانية في الاتجاه نحو المستقبل.

‘الآن، وقد وضعت أساس الانطلاق / الثوابت: التاريخ والهوية، فلتتجهز نفسيا ببعض القواعد الأساسية؛

القاعدة الثالثة: لا تستصغر جهدا!

وعلى خطى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها). حديث يلخص لنا أهمية الخطوات البسيطة التي بتراكمها نبني جناناً دنيوية من الخير لنا ولغيرنا.

لا تستصغر ابتسامة في وجه حزين، أو عيادة لمريض، أو زيارة لقريب، أو التخفيف عن مهموم، أو حفظ آية من القرآن الكريم، أو تقديم يد العون لأي شخص في خير ومنفعة. لا تدري إلى أي مدى يمكن لكلماتك/أفعالك أن تؤثر في حياة أحدهم!

القاعدة الرابعة: اجعل لنفسك هدفا سامياً، قضية، طاعة خاصة!

لا بد لكل وجهة من منطلق، وكلما كان المنطلق قويا كان التوجه أقوى، وكان الاستمرار بعد كل فتور -قد يصيب النفس- أكثر يسراً. لذا، فإن الالتزام بتحقيق هدف أسمى من كل أهدافك البسيطة، أو الدفاع عن قضية قوية تنتمي إليها بعقلك وقلبك من أهم الخطوات في بناء قاعدة مستقبلية صلبة. لا تبن مستقبلك على أرض هشة. توكل على الله، اعقد العزم، حدد وجهتك، اجعل أهدافك ودعائمك النفسية قوية.

مستعد الآن؟! فلتبدأ في اتجاه وضع بصمتك في تاريخ أمتك.

1xbet casino siteleri bahis siteleri